اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 02:58 ص

دندراوى الهوارى

الانقلاب الرخيص لنشطاء المراحيض وشباب المولوتوف وعبيد الدولار

بقلم : دندراوى الهوارى الجمعة، 20 مارس 2015 01:02 م

أصبح تهديد وابتزاز المخالفين فى الرأى للذين يطلقون على أنفسهم نشطاء وثوارا، أمرا سمجا، ومقيتا، ولا يمكن قبول استمراره، أو الرضوخ له تحت أى وضع. هؤلاء الذين أعطوا لأنفسهم الحق الحصرى لمنح صك الوطنية لمن يشاءون، وانتزاعه ممن يشاءون، ويوصمون مخالفيهم، والسائرين عكس اتجاه ركبهم، وأفكارهم ورؤياهم بأبشع الأوصاف، ويكيلون الشتائم البذيئة، وأصبحوا فاشيين أكثر من فاشية موسولينى، ونازيين أكثر من نازية هتلر، ثم ينادون بالحرية والديمقراطية!!

والسؤال «هو ديمقراطيتك يا ناشط منك ليه أن أسير على نفس دربك؟ هو حريتك يا ثورى منك ليه أن أسب وأَلْعَن وأشتم الجيش والشرطة والنظام؟»، هو أنا لكى أنال إعجاب حضرتك، وانتزع إشادتك بى على مواقع المراحيض العامة «الفيسبوك وتويتر» لابد أن أنضم إلى قافلة شباب المولوتوف، وإطلاق الشماريخ، وارتداء الكوفية المنقطة أسود فى أبيض، وأطيل شعرى وأربطه بتوكة، ولا أسمح للمياه أن تقترب من جسدى، وأتسكع على مقاهى وسط القاهرة؟

المطرب محمد منير الذى ساند 25 يناير، وجعلوا منه ومن أغانيه أيقونة الثورة، يتعرض لحملة تشويه حقيرة، والنهش فى سمعته، لمجرد أنه أحيا حفلة على هامش مؤتمر القمة الاقتصادى بشرم الشيخ، وصافح رئيس الوزراء إبراهيم محلب بحرارة، وكأنهم يحاكمونه وينزلون عليه أقسى أنواع العقاب لأنه تجرأ ودعم بلاده فى محفل أدهش العالم.

أى عبث، وأى هراء، وأى خيانة التى تسكن جينات هؤلاء، الذين يَرَوْن فى مصافحة رئيس الحكومة، خيانة، وتأييد الرئيس السيسى مؤامرة، ومساندة الجيش والشرطة، كارثة، وكأن الأصل فى هذه الحياة، المعارضة من أجل المعارضة، وإثارة الفوضى، ومناصبة العداء لكل من يجلس على مقاعد السلطة.

هو حد قال لك إن المطرب محمد منير كان من مؤسسى حركة كفاية، أو عضو فى حركة 6 إبريل، أو زميل عبدالرحمن يوسف القرضاوى ومصطفى النجار فى الجمعية الوطنية للتغيير، ثم انقلب الآن وأصبح «سيساوى»؟

وحتى ولو كان عضوا فى هذه الحركات، هل لابد له أن يعلن الحرب الضروس، ويقود حملة تشويه، ضد النظام والحكومة، لا لشىء، اللهم إلا لمنح قبلة الحياة لمصطلحات «الناشط والثورى»، والإبقاء والمحافظة عليها من الاندثار، كونها «الحنفية»، التى تمنح الشهرة والجلوس فى دهاليز مقرات وقصور السلطة، وفى استوديوهات القنوات الفضائية، والسفر للخارج والمشاركة فى ندوات ومؤتمرات التخريب، التى تقام فى المنتجعات والفنادق الفخمة، والحصول على مقابل «حفنة من الدولارات واليورو».