اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 08:56 ص

بوتين وأردوغان

بعد 10 أيام من الصراع الروسى التركى.. موسكو تهدد بعقوبات جديدة ضد أنقرة.. قرار وشيك بمنع تصدير القمح واستيراد معدات السيارات.. وإيقاف أضخم مشروع للغاز الروسى.. ونشر منظومات دفاع بأرمينيا لمواجهة تركيا

كتب مؤمن مختار الجمعة، 04 ديسمبر 2015 06:02 م

بدأ الصراع بين روسيا وتركيا، يوم 24 نوفمبر الماضى، بعد أن قامت تركيا بضرب مقاتلة روسية من طراز سو – 24 على الحدود السورية التركية، بعد أن زعمت أنقرة أن المقاتلة الروسية اخترقت المجال الجوى التركى وبهذا يكون قد مرت 10 أيام على هذا الصراع.

24 نوفمبر


بدأت الأحداث فى تمام الساعة 9:30 بتوقيت موسكو، حيث قامت مقاتلة تركية من طراز F-16 بإسقاط مقاتلة روسية من طراز سو – 24 على الحدود التركية السورية، وقتل أحد الطيارين، وتم إنقاذ طيار آخر بواسطة عملية خاصة للقوات السورية والروسية.

وفى اليوم ذاته، أعلن الجيش التركى أن الطائرة الروسية قد سقطت بعد انتهاك حدود المجال الجوى التركى، وبعد أن قامت أنقرة بتحذير الطيارين الروس 10 مرات خلال 5 دقائق ولكنها لم تستجب لذلك اضطرت المقاتلات التركية لإسقاط المقاتلة الروسية.
ومن جانبه، أيد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إسقاط الطائرة الروسية، قائلاً إن تركيا من حقها الدفاع عن حدودها.

ورد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى المساء فى لقاء مع ملك الأردن عبد الله الثانى، قائلاً إن حادث الطائرة له عواقب وخيمة على العلاقات الروسية- التركية، حيث اتهم الرئيس الروسى تركيا للمرة الأولى بمساعدة الإرهاب والتحريض عليه والتورط فى تجارة النفط مع داعش.

وألغى وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف زيارته لتركيا، وأعلنت شركة السفر الروسية "ناتالى تورز" لأول مرة وقف بيع الرحلات السياحية إلى تركيا، وأعلنت هيئة الأركان العامة الروسية أن جميع الاتصالات العسكرية مع تركيا توقفت وستطير القاذفات الروسية مع مقاتلة مرافقة، وسيتم تعزيز مجموعة الدفاع الجوى الروسية، على وجه الخصوص تم إرسال الطراد "موسكفا" مع نظام للدفاع الجوى "إس – 300" إلى سواحل اللاذقية.

25 نوفمبر


ناقش رجب طيب أردوغان الوضع هاتفيا مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، واتفق الجانبان التركى والأمريكى على أهمية منع وقوع حوادث مماثلة فى المستقبل، وأصدر الجيش التركى تسجيل صوتى فيه تحذيرات لطائرات سو – 24 الروسية قبل إسقاطها.

وأوضحت وزارة الدفاع التركية للملحق العسكرى الروسى فى أنقرة أنه من الواضح أن سو 24 تم إسقاطها لأن الطيار لم يستجب للتحذيرات وانتهك الحدود، وتصرف الطيار التركى وفقا للقواعد التى تنص باستخدام القوة فى مثل هذه الحالات.

ومن جانبها، أعلنت روسيا وفقًا لشهود العيان أن الطائرة الروسية لم تخترق المجال الجوى التركى وأنه لم يتم تحذير طاقم الطائرة الروسية، واتهم الرئيس بوتين تركيا بدعم الإسلام المتطرف، ووفقا لمنطق بوتين، فان درجة الخطورة يمكن أن تصل للسياح الروس فى تركيا.

وقال رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف بعد بوتين أن تركيا أظهرت من خلال أفعالها أنها تخمى المسلحين، مشيرًا إلى أن هذا ليس غريبًا فى ضوء المعلومات المتاحة حول المصالح المالية المباشرة لبعض المسئولين فى تركيا مع داعش فى تجارة المنتجات النفطية.

26 نوفمبر


قال الرئيس أردوغان، إن الطيارين الأتراك كانوا سيتصرفون بشكل مختلف لو علموا أن الطائرة كانت روسية، مشيرًا إلى أنه إذا كنا نعرف أن الطائرة روسية، ربما كنا تعاملنا بشكل مختلف، مؤكدًا أنه يتصل بالرئيس بوتين، ولكنه لا يحصل على رد.

من جانبه، اتهم الرئيس بوتين بعد لقاء فى موسكو مع الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند مرة أخرى تركيا بأنها داعمة للإرهابين، وأوصت الخارجية الروسية مواطنيها بعدم السفر إلى تركيا فى اتصال مع استمرار التهديدات الإرهابية فى تركيا، وأوصت أولئك الذين هم بالفعل هناك العودة إلى روسيا.

وقام ديمترى ميدفيديف فى اجتماع الحكومة بتطوير العقوبات ضد تركيا، وطرد 39 رجل أعمال تركى وصلوا على المعرض الزراعى فى كراسنودار، وأعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أنه بوتين لا يرد على أى محاولة للتواصل معه من الجانب التركى.

27 نوفمبر


كتب رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو فى عمود فى صحيفة التايمز البريطانية أن تركيا تعتزم التعاون مع روسيا وحلفائها، من أجل الحد من التوتر.

ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن تدمير الطائرة الروسية قد تم التخطيط له مسبقا وأن المقاتلة التركية كانت تعد كمينًا فى الهواء للمقاتلة الروسية.

وعقد بوتين اجتماعًا مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسى وناقشوا زيادة التوترات فى سوريا على خلفية الإجراءات العدوانية وغير المتوقعة من الجمهورية التركية، حيث قال مساعد الرئيس الروسى يورى أوشاكوف للصحفيين إن رجب طيب أردوغان دعا بوتين مرتين لمقابلته لكنه رفض فى حين أن تركيا لم تعتذر عن إسقاط الطائرة.

وصرح وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية السورى وليد المعلم أن تركيا تعمل على تزايد التهديدات الإرهابية، ومن جانبها أرسلت وزارة التربية والتعليم والعلوم الروسية أمرًا للجامعات الروسية بوقف التعاون مع تركيا، بالإضافة إلى حظر المسلسلات التركية على شاشات التلفزيون.

28 نوفمبر


قال الرئيس اردوغان ان روسيا تلعب بالنار وعليها التفكير قبل اتخاذ أى اجراءات ضد تركيا، فى الوقت نفسه، أكد ان تركيا تقدر العلاقات مع روسيا ولا تريد تصعيد الصراع.
ولكن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وقع مرسوما بشأن العقوبات ضد تركيا، وشلمت هذه العقوبات حظر بعض السلع وعمل الشركات التركية وفرض حظر على بيع الجولات، ووقف نظام التأشيرة الحرة، وفرض حظر على الرحلات الجوية المستأجرة، وزيادة الرقابة على سائقى الشاحنات والسفن التركية فى البحر الأسود.

29 نوفمبر


وصل إلى أنقرة جثمان الطيار الروسى المقتول على يد تركيا، حيث استقبله فى المطار السفير والملحق العسكرى الروسى فى تركيا، وحث رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو مرة أخرى روسيا على عدم تصعيد التوتر.

30 نوفمبر


قال رئيس الوزراء داود أوغلو أن الطائرات التركية كانت تحمى المجال الجوى التركي، وحدود تركيا وهذا هو الدين الوطنى فى الجيش ومجرد القيام به لا يمكن لأحد أن يطلب منا اعتذارا عن ذلك.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم بوتين ديمترى بيسكوف أنه لن يكون هناك لقاء بين بوتين وأردوغان على هامش قمة المناخ فى باريس، والتى أعلن فيها بوتين أن تركيا هاجمت الطائرة الروسية لحماية خطوط إمدادات النفط من الأراضى التى تسيطر عليها داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى.

وعقد رئيس الوزراء الروسى ديمترى ميدفيديف لقاء نائب رئيس الوزراء لفرض عقوبات ضد تركيا. وتم حظر الواردات من تركيا على المنتجات الزراعية وفرض حظر على عمل الاتراك وستدخل هذه العقوبات حيز التنفيذ مع بداية العام الجديد.

1 ديسمبر


قال الرئيس التركى إنه سوف يستقيل لو أثبت الرئيس الروسى بالأدلة أنه متهم بالتواطؤ فى تجارة النفط مع الأراضى التى تسيطر عليها داعش، وتساءل أردوغان عما إذا كان بوتين على استعداد لترك منصبه إذا لم يعثر على الأدلة.

وقال المتحدث باسم الرئيس الروسى ديمترى بيسكوف، إن روسيا لن تكشف عن الأدلة التى تدل على أن تركيا تقوم بتجارة النفط مع داعش، ووافق رئيس الوزراء ديمترى ميدفيديف على قائمة السلع التركية التى سيتم حظر استيرادها بداية من 1 يناير 2016. وتشمل القائمة الخضروات والفواكه والدواجن.

وأعلنت رئيس رابطة منظمى الرحلات السياحية من روسيا مايا وميدزى أن بيع الرحلات لتركيا قد توقفت، وأعلنت وزارة التربية والتعليم الروسية أن جميع الطلاب الروس فى تركيا سيعودون فورا إلى روسيا.

2 ديسمبر


ذكر وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو فى مقابلة مع القناة التلفزيونية التركية TRT انه طلب عقد اجتماع مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون فى بلجراد فى 03-04 ديسمبر، ولكن حتى الآن لم يتلق ردا على طلبه.

ومن جانبها، أتهمت وزارة الدفاع الروسية الرئيس أردوغان شخصيا وعائلته بالتورط فى تجارة النفط من الأراضى التى تسيطر عليها داعش وقدمت الاتهامات والأدلة التى تثبت ذلك، حيث تم تقديم المواد فى مؤتمر صحفى فى موسكو، وأظهر الجيش الروسى صور الأقمار الصناعية، والتى وفقا لها سجلت مئات من ناقلات النفط القادمة من الأراضى التى تسيطر عليها داعش والموانئ التركية.

3 ديسمبر


أكد الرئيس بوتين فى خطابه السنوى أما البرلمان الروسى أنه ستم فرض عقوبات جديدة ضد تركيا، مشيراً إلى أن الله وحده يعلم لماذا فعلوا ذلك، وعلى ما يبدو لقد قرر الله معاقبة الأسرة الحاكمة فى تركيا.

وبعد مرور 10 أيام على الصراع بين موسكو وأنقرة، أكد عدد من الخبراء الروس ان العقوبات الجديدة ضد تركيا سوف تتمثل فى سوق السيارات، حيث أعلنت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن السلطات الروسية قد تقرر التخلى عن مكونات وقطع غيار السيارات التركية، وفى نفس الوقت عدم التوقيع على عقود لتوريد الحبوب إلى أنقرة.

فى الوقت ذاته، تفكر تركيا فى البحث عن بديل للغاز الروسى وتحذو حذو أوروبا، حيث تريد أنقرة الإسراع ببناء خط غاو مع أذربيجان، وتفكر فى شراء الغاز الطبيعى المسال من قطر.

وأعلن وزير الطاقة الروسى عن إيقاف التحضيرات لتمديد خط "السيل التركي" من روسيا إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا. وذلك فى تطور نوعى وحاد للعقوبات الروسية ضد أنقرة، حيث بدأت تطال مشروعات استراتيجية.

أعلن وزير الطاقة الروسى ألكسندر نوفاك تعليق المباحثات مع تركيا حول مشروع نقل الغاز الروسى المسمى "السيل التركي" أو "تركيش ستريم"، من روسيا إلى تركيا ومن ثم إلى أوروبا.

وقبل الأحداث الأخيرة التى وترت العلاقات بين البلدين، كانت تركيا تطمح للعب دورٍ بارز كمركزٍ إقليمى لتمرير تمديدات الغاز من روسيا نحو أوروبا، حيث تم التخطيط لتحويل خط "السيل الأزرق" الذى كان يمد تركيا بالغاز الروسى للاستخدامات المحلية، إلى مشروع غاز "السيل التركي" الذى يهدف إلى (إضافة إلى إشباع حاجة تركيا) نقل الغاز الروسى إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود، ومنها إلى أوروبا، حيث كان متوقعاً أن تتم توسعة قدرته التمريرية لتلبغ نحو 63 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا.

ومع أن إعلان وزير الطاقة الروسى عن تعليق العمل بالمشروع يعتبر خسارةً استراتيجية لتركيا، غير أن العقوبات الروسية لم تشمل حتى الآن مشاريع استراتيجية أخرى، حيث أكد نوفاك أن محادثات بناء محطة للطاقة النووية فى تركيا لا تزال قائمة.

ويتوقع أن ترتفع وتيرة العقوبات لتطال نواحٍ أخرى، إذا ما استمر التوتر بين البلدين بالارتفاع.

وأعلنت شركات تصدير الحبوب الروسية أن العقود مع تركيا تسير كما هو متفق عليها حتى شهر ديسمبر ولكن لم يتم توقيع عقود لشهر يناير حتى الآن.

وأعلن عدد من الخبراء العسكريين الروس ان روسيا تفكر فى التعاون مع أرمينيا لنشر منظومات للدفاع الجوى فى يريفان، على الحدود مع تركيا لمنع المروحيات التركية من الإقتراب ورد الاعتبار بعض سقوط طائرة "سو – 24" الروسية.

حيث أنه كان قد أصدر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الشهر الماضى تعليمات بإجراء مباحثات مع أرمينيا، بشأن إنشاء نظام دفاع جوى مشترك.

وذكرت وثيقة نُشرت على الموقع الإلكترونى الخاص بنشر الوثائق الروسية الرسمية، أنَّ بوتين وافق على مقترح الحكومة حول إنشاء نظام دفاع جوى إقليمى مشترك مع أرمينيا؛ لتأمين الأمن الجماعى.