اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 10:02 م

الدكتورة شيرين على زكى

وصفوها بـ" ست بـ 100 راجل".. طبيبة بيطرية تستحوذ على اهتمام رواد "الفيس بوك" بعد حملاتها على مطاعم شهيرة.. وإدارة التفتيش تُقرر وقفها بسبب نشر ضبطياتها على الموقع..وتكشف أصعب 5 عقبات فى عملها

كتب محمد سالمان الإثنين، 21 ديسمبر 2015 03:15 ص

"صدى واسع" أحدثته حملات مديريات الطب البيطرى فى المحافظات المختلفة بعدما كشفت عن مخالفات كبيرة فى مطاعم شهيرة لدرجة دفعت البعض للسخرية من الوضع الحالى بأن الطعام الفاسد جمع بين "الأغنياء والفقراء" اخيرا فى مصر.. تلك الوقائع المتعاقبة طرحت التساؤلات حول العقبات التى يُواجهها الأطباء البيطريين للقيام بدورهم.. وسر احتفاء المواطنين بالأطباء الذين يقومون بأدوارهم.. ومن هذه الأسماء دكتور شيرين على زكى الذى وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعى بأنها "ست بمليون راجل".. لكنها تعرضت للإيقاف مؤخرا من قبل إدارة التفتيش بسبب ما تنشره عبر "فيس بوك".


خطيئة "الفيس بوك"


الدكتورة شيرين على زكى، أحد الأطباء فى مديرية الطب البيطرى بالجيزة أحدثت جدلا مؤخرا بعد قيامها بعدد من الضبطيات لمطاعم شهيرة..وصحابتها ضجة كبرى عبّر مواقع التواصل الاجتماعى وأطلق عليها رواد "فيس بك" بـ"ست بمليون راجل".. تعرضت للإيقاف بشكل شفوى من قبل إدارة التفتيش مؤخرا.


وأرجعت شيرين سبب إيقافها إلى رضوخ المسئولين بالهيئة إلى ضغوط رجال الأعمال أصحاب المطاعم التى قامت بضبطيات ضدهم.. إضافة إلى إعلان ما تقوم به من حملات دورية عبّر حسابها الشخصى على "فيس بوك"، مُطالبة وزير الصحة بالتدخل لإنقاذها من التعنت خاصة وسبق منعها من التفتيش لمدة ثمانية سنوات بقرار شفوى ايضًا، مؤكدة أنها لن تترك حقها هذه المرة حتى لو اضطرت للاعتصام بأى مكان من أجل توصيل رسالتها.


الطبيب البيطرى فى مصر مظلوم


شيرين فوزى ترى أن الطبيب البيطرى فى مصر مظلوم لأبعد مدى ومهضوم حقه على كافة الأصعدة.. كما ترى فى شهرتها النسبية نعمة من الله فى محاولةٍ لتسليط الضوء على المجهود الكبير لمديريات الطب البيطرى المنسى منذ سنوات طويلة بالرغم مما يُعانيه قطاع التفتيش فى تلك الهيئات من مشقة ومخاطر دون تقدير فى كثير من الأحيان.



مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت مصدر قوة


وأكدت الطبيبة البيطرية أن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت مصدر قوة لأى شخص يريد توصيل رسالته لأكبر عدد من المواطنين، موضحة"فى البداية كنت أكتب عن ضبطياتى بشكل يومى بغرض توعية أصدقائى" لكنها لم تتخيل الانتشار الواسع لما كتبته.. والتفاعل الشديد من قبل المواطنين مع حملاتها لدرجة أنها فوجئت بكم بلاغات من محافظات أخرى تطالبها بالتفتيش على أماكن مُخالفة خارج النطاق الجغرافى ، إلا أنه طالبتهم بتقديم تلك المعلومات لمديريات فى نطاقهم".


دكتور شيرين على ردت على الاتهامات حول رغبته فى الظهور الاعلامى من خلال توثيق حملاتها بالصور ونشرها عبر حسابها، قائلة:"على مدار 16 عامًا سرت خلالهم على نفس النهج.. نمت فى مزراع دواجن فى وقت انتشار انفلونزا الطيور.. ولم يكن يوفر لنا كمامة.. واشتغلت بدون حراسة للتفتيش على مجازر ومزراع.. وعملت حملة فى كرداسة فى وقتٍ الأمن كان غير قادر على دخولها.. ومع ذلك غادرتها بالمضبوطات.. وحررت محضر بمحاولة بعض الأهالى الاعتداء على لجنتى".


ولفتت "شيرين" إلى أن مديريها فى العمل فى وقت سابق كان يرفض الاعتماد عليها بداعى أنها امرأة قائلة:" رئيسى كان بيقولى انتى وحدة ست مش هينفع تنزلى حملات لكنى كنت بقوله انا زى زيك.. وبنزل الحملات لأن مهنتى البحث عن المتاعب مش الهروب منها".


5 عقبات فى طريق العمل


وبشكل عام حددت الطبيبة البيطرية 5 عقبات تقف فى طريق حملات مديريات الطب البيطرى على رأسه قلة عدد الأطباء، موضحة:"فى إدارة التفتيش بالجيزة يوجد 15 طبيبًا فقط.. لكننا فى انتظار دفعة جديدة من خلال المسابقات التى تم الإعلان عنها من قبل الحكومة.. ومع الأسف عددهم لن يتعدى 25 طبيبًا بشكل عام.. بما يعنى أن الأزمة ستظل قائمة، نظرا لضخمة أعداد الأماكن التىيجب التفتيش عليها بالتوازى مع عدد الحملات المراد تنفيذها".

وتابعت:"العقبة الثانية تتمثل فى قلة عدد السيارات المتاحة أمام الأطباء للقيام بالحملات بالصورة الأمثل ، نظرا لوجود كميات كبيرة من المضبوطات أحيانًا تفوق قدرة السيارة الواحدة مثلما صادفها أثناء التفتيش على مسمط فى منطقة فيصل.. ولم تجد مكانا لنقل المضبوطات ، والوضع الأسوأ يمتثل فى طلب المديرية رجوع السيارات من المأموريات لأداء مهام أخرى".
وأردفت:"العقبة الثالثة تكمن فى الحراسة الموفرة للطبيب أثناء الحملات خاصة أنه قديمًا كان التفتيش السياحى بدون حراسة بداعى الخوف على سمعة الأماكن السياحية لكن الوضع تم تعديله بعدما أصدر المحافظ قرار فى العام الحالى بإمكانية اصطحاب حراسة خلال الحملات مما سهل الوضع قليلا إلا أن خروج قوات الأمن ليس سهلا أيضًا وللحق أصبح أكثر فعالية.. كما أن دور رؤساء الأحياء هام للغاية".
وأضافت:"العقبة الرابعة تتمثل فى عدم وجود أطباء بيطريين بأمكن تقديم الغذاء بشكل عام حاليًا مثلما كان متبعًا فى وقت سابق، وذلك الغياب دفع مديرو المطاعم والفنادق التعلل بالجهل بالتعليمات والضوابط فى حالات التفتيش"،.


وتابعت:"العقبة الخامسة تكمن فى الحرب الشرسة التى يواجهها الطبيب عقب الضبطيات على المطاعم الشهير وسلاسل الأسواق الكبرى من قبل أصحابها ومعارفهم من أجل إنهاء الأمر دون تحرير محضر ، والاكتفاء بإعدام الكمية المضبوطة بداعى استخدم "روح القانون" لكن الواقع أنه يكمن إعدام كميات لتصل إلى 15 كيلو من لحوم فاسدة لكن إذا كانت الكميات تصل إلى 100 كيلو أو أكثر وهو الحال فى المطاعم والمصانع الكبرى فذلك حرز يجب الحفاظ عليها من أجل تقديمه للنيابة لإصدار قرار بشأن الواقعة".

وحول طرق مواجهة الفساد فى القطاع الغذائى، أكدت الطبيبة البيطرية ضرورة مراجعة البرلمان لمنظومة القوانين الحاكمة لهذا القطاع وما يُشبوها من قصور فى تغليظ العقوبات ، قائلة:" انا بشتغل بقوانين من منذ عام 1966.. عقوبة تجهيز وبيع لحوم فاسدة عام سجن وغرامة 10 آلاف جنيه لأنها جنحة.. بينما عقوبة المتاجرة بلحوم الأناث من الماشية والخراف قبل تخطيها العامين من عمرها 15 سنة سجن لأنها جناي" وفقًا لقرار رئاسى سابق بداعى الحفاظ على الثروة الحيوانية".