اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 04:18 م

يوسف أيوب

لماذا بقى الدكتور نبيل العربى؟

بقلم : يوسف أيوب الخميس، 10 ديسمبر 2015 03:01 م

لماذا بقى الدكتور نبيل العربى؟.. تحتفل جامعة الدول العربية هذه الأيام بمرور 70 عاماً على تأسيسها، ويتصادف هذا الاحتفال مع دعوات إما لإعادة هيكلة الجامعة أو تطوير أدائها، خاصة أنها أصيبت بداء عضال لا أمل فى علاجه إذا استمرت على وضعها الحالى، فهى جسد مات وينتظر دفنه، وتحولت من أمل للعرب بأن يكون لديهم منظومة إقليمية تحقق آمالهم فى الوحدة والدفاع عن قضاياهم، إلى كابوس يأمل العرب أن يفيقوا منه.

المنطقة العربية تواجه أزمات وقضايا ملتهبة، فى حين أن المنظومة الوحيدة المسؤولة عن العلاج بقيت على صمتها وتركت الباب للأجانب بأن يعبثوا فى مصيرنا دون أن يكون للجامعة صوت حتى إن كان صوتاً خافتاً، فهى اختارت أن تكون «صم بكم عمى».

الحال الذى آلت إليه الجامعة العربية يتحمل وزره بالطبع أمينها العام الحالى الدكتور نبيل العربى الذى لم يحاول أن يطور، بل منذ أن جاء للجامعة أمينا عاماً بعد استقالة أمينها العام السابق عمرو موسى اختار لنفسه طريق الانزواء بعيداً عن المشاكل والأزمات، وفضل أن يكون متفرجاً بدلا أن يكون لاعباً أساسياً، لأنه يبدو أنه لا يتقن فنون اللعبة.

يتحمل الدكتور نبيل العربى وزر ما نحن عليه الآن، لكنه مقابل ذلك لا يريد أن يبرح مكانه لغيره يكون قادراً على العمل والتفكير والتفاعل مع القضايا العربية الممتدة من الصومال لليمن لليبيا وسوريا وتدخلات إقليمية وغربية وصلت إلى حد انتشار جنود فى الأراضى العربية دون أن يكون للجامعة موقف واحد واضح.

هل يستقيل العربى؟.. قبل القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ انتشرت شائعات عن نية الدكتور نبيل العربى الاستقالة من منصبه وأنه أبلغ القيادة المصرية بذلك، بل قيل إنه فكر فى الأمر قبل القمة بعدة أشهر، وبدأت القاهرة فى إعداد المرشح البديل له، لكن العربى عاد فى اللحظات الأخيرة وعدل عن فكرة الاستقالة دون سبب واضح، لتعود الأمور إلى نقطة الصفر مرة أخرى.

كل المؤشرات تؤكد أن العربى لا ينوى الاستقالة وأنه مستمر فى منصبه حتى وإن طالبه العرب جميعاً بالتنحى لشخص آخر، لأن العربى لا يملك هذه الشجاعة، كما أنه لا يريد أن يخرج من دائرة الضوء.

كيف ستتعامل الدول العربية ومصر مع الأمين العام للجامعة؟.. ونحن مقبلون على القمة العربية القادمة فى المغرب، من الواضح أن دولاً عربية بدأت تضيق ذرعاً من أداء الدكتور نبيل العربى، وأن هذه الدول لا تنسى له أنه بعد توليه الأمانة العامة أطلق يد القطريين فى الجامعة بل إنه جعل الدوحة لفترة أمتدت لأشهر تستضيف اجتماعات مهمة للجامعة العربية بحجج واهية، منها أن منطقة ميدان التحرير التى تستضيف المقر الرئيسى للجامعة ليست آمنة، وأنه من الأفضل نقل الاجتماعات المهمة إلى مكان آخر فتم اختيار الدوحة لعقد هذه الاحتماعات، فضلاً عن ذلك فإن القطريين كانوا أصحاب صوت قوى فى أداء الأمانة العامة، وتم تهميش الآراء الأخرى، وكل ذلك تم بمباركة من الأمين العام الذى لم يعرف عنه أنه اعترض ولو لمرة واحدة على قرار داخل الجامعة.

من سيكون بديلاً للعربى حال استقالته؟.. وفقاً للعرف الدارج فإن مصر هى الدولة التى تقدم مرشحاً للأمانة العامة، ولم يتغير هذا العرف إلا بعد نقل الأمانة العامة إلى تونس بشكل استثنائى عقب توقيع مصر على اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، كما لم يخرق هذه القاعدة سوى قطر حينما قدمت فى 2011 مرشحاً أمام المرشح المصرى وقتها الدكتور مصطفى الفقى، ولم ينسحب هذا المرشح إلا بعد تعديل الترشيح المصرى وتقديم نبيل العربى.

من هذه القاعدة فإن مصر هى التى ستقدم الأمين العام الجديد حال استقر العربى على استقالته قبل القمة العربية بالمغرب، ولدى مصر مرشحون قادرون على تحمل هذه المسؤولية، ومنهم بالطبع وزير الخارجية الحالى سامح شكرى، أو الوزير الأسبق أحمد أبو الغيط الذى ما زال يحتفظ بعلاقات قوية مع عواصم عربية تعتبره قادراً على قيادة العمل العربى فى هذه الظروف العصيبة، كما أن شكرى وأبو الغيط لديهما شبكة اتصالات كبيرة خارج النطاق العربى.