اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 07:04 م

سعيد الشحات

فنان مصرى فى فرنسا

بقلم : سعيد الشحات الخميس، 19 نوفمبر 2015 07:08 ص

«عكاشة»:الملف السورى شائك لباريس
فى فرنسا يعيش صديقى الفنان التشكيلى عبدالرازق عكاشة، هاجر إليها منذ أكثر من عشرين عامًا، يعرفونه فى باريس بالمصرى ابن قرية «عرب الرمل» محافظة المنوفية الذى يلون خريف باريس، يرسم برج إيفل وهو يحاكى المسلة المصرية، يعلم قطار الغلابة إمكانية السير على السكك الفرنسية، ومع كونه فنانًا مبدعًا هو مثقف قومى عربى، يحمل هموم وطنه مصر وأمته العربية.

تواصلت معه فى اليومين الماضيين لمعرفة ما يدور فى فرنسا، سألته عن صورة العرب الآن لدى المواطن الفرنسى، وهل هناك شعور بأن القيادة الفرنسية تلكأت فى محاربة «داعش» بسوريا، لحساب هدفها فى إسقاط الرئيس السورى بشار الأسد؟، جاء سؤالى فى محطة البحث عن إلى أى مدى تلعب الأزمة السورية دورها فى الإرهاب الذى يهدد المنطقة العربية، ثم انتقل الآن إلى أوروبا.

أجاب «عكاشة» بتأكيده على أن الملف السورى شائك بالنسبة لفرنسا، فهى فتحت الباب للمعارضة، ولـ«أحمد الجربا» لكن هذه الخطوة فشلت، بعد أن فشلت من قبل فى تسويق الدكتور برهان غليون أستاذ العلوم السياسية فى جامعة السوربون، وكانت تقوم بتحضيره للرئاسة السورية مع هيثم مناع، وأخيرا لجأت لمسألة اللاجئين السوريين كورقة ضغط على بشار الأسد، مما سهل قيام «داعش» بإدخال عناصر لها بجوازات سفر سورية مزورة، وكان هم فرنسا الأول من هذه الخطوة هو جمع أوراق ضغط كثيرة ومؤثرة فى يديها للضغط بها على الحكومات العربية والأطراف الإقليمية المؤثرة فى الأزمة، وهى ركزت على ذلك أكثر من تركيزها على محاربة الإرهاب، لأنها كانت تظن وبكل غرور أن أوراق الإرهابيين فى أيديها، تتحكم فيها كيفما شاءت.

يضيف عكاشة: المحللون الفرنسيون وفنانو الكاريكاتير يقولون الآن: «ربينا الثعبان الذى قرصنا»، فى إشارة واضحة وقاطعة الدلالة على خطأ الرؤية التى كانت تسير عليها السياسة الفرنسية فيما يتعلق بالتعاطى مع الإرهاب فى سوريا».

قلت لـ«عكاشة»: هذا يعنى أن فرنسا أغمضت عينيها عن الإرهاب فى سوريا ظنا منها أنه سيخلصها من بشار الأسد كخطوة أولى، ثم تستدير فيما بعد علمية الإسقاط إلى التفكير فى كيفية التعامل مع الإرهاب بتشكيلاته»، فقال: «نعم مائة فى المائة، كما فعلت مع إخوان مصر الذين يعيشون فى فرنسا، كانت تعطى لهم تصريح تظاهر، فتتحول المظاهرات إلى سب فى مصر».

ويعدد «عكاشة» ما فعله الإخوان فى فرنسا، مشيرا إلى أنهم ضربوا وحاولوا تحطيم «صالون الخريف» ثلاث مرات، لأن لمصر جناحا فيه وكان الفنان الراحل نور الشريف رئيس الوفد المصرى المشارك فى الصالون، كما ضربوا المركز الثقافى المصرى خمس مرات، وحطموا القنصلية المصرية بباريس، وفعلوا كل ذلك ولم يحدث لهم شىء، وفتحت قناة «24» التى اشترتها قطر لعمال زيت وتجار خضار وقدموا أنفسهم على أنهم نشطاء ضد مصر.

قلت لـ«عكاشة»: «أليس هذه المظاهرات تتم بتصاريح وفقا للقانون؟»، أجاب: «نعم، لكنهم فى أحيان كثيرة اخترقوا حق التظاهر، دون محاسبة، وسارت الأمور على نحو توظيف فرنسا لهذه الحالة طبقا لمصالحها، حيث تتعامل مع ورقة الإخوان كوسيلة ضغط توظفها وقتما تشاء».

يتحدث «عكاشة» عن أن «هولاند» كان يسعى من وراء ذلك إلى جمع أوراق ضغط فى يديه لاستثمارها فى تمكين فرنسا من دول المنطقة بدلا من تركها كعكة لدى أمريكا وبريطانيا، هو يريد استخدام هذه الأوراق كما حدث من قبل مع منظمة «مجاهدى خلق» الإيرانية المعارضة، فهى دعمتها ورفعت عنها صفة الإرهاب حتى تلاعب النظام الإيرانى، والآن يتم توظيف اللاجئين السوريين فى هذا الأمر، كما يتم توظيف ملف حقوق الإنسان فى نفس المسار.