اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 10:45 م

المجند محمد عفت

حكاية تضحية.. المجند "محمد عفت" ضحى بذراعه فى سبيل تدمير مدرعة صهيونية

كتبت جهاد الدينارى الإثنين، 05 أكتوبر 2015 08:17 م

روحى وأى جزء من جسمى فداء لوطنى واسترداد الكرامة لبلدى.. هذا ما أكده أحد مصابى حرب أكتوبر من بين الذين اعتبروا إصابتهم هديتهم الخاصة لمصر فى يوم انتصارها وهو المجند "محمد عفت" الذى اعتبر ذراعه المبتور وساما على صدره وشيئا يزيده فخرا ولا يقلل منه شيئا.

"كانت كلمة الله أكبر هى سر إرادتنا وكرامة الوطن هى الدافع والمحرك لنا نحو الانتصار" هكذا بدأ حديثه لـ"اليوم السابع" ساردا تفاصيل إصابته وملامحه تملأها سمات الفخر والإعزاز قائلا:

"نعم أفخر كلما قدمت نفسى على أننى مصاب عمليات 73، لأن هذه الإصابة طالما أمدتنى بروح الانتصار وجددت شبابى وإصرارى على الدفاع عن الوطن، فكانت كلمة "الله أكبر .. الله أكبر" هى كلمة النصر بالنسبة لنا".

مستكملا حديثه مسترجعا ذكريات معارك أكتوبر المجيد ومازال بريق الانتصار يملأ عينه موضحا: "كنت تابعا لسلاح المهندسين وعندما عبرنا كانت مهمتنا إبلاغ القيادات بتحركات العدو لذلك كان يتطلب منا ذلك التواجد بشكل مستمر فى موقع المعركة، وبالفعل دخلنا فى حوالى ثلاثة أو أربعة اشتباكات مباشرة مع الصهاينة واستطعنا تدمير من العربيات المصفحة خلالها".

متابعا حديثه: "أما يوم 19 فاختزل فيه انتصارى وبطولتى الخاصة بعد أن أصيب ذراعى الأيمن، بسبب شظية خارجة من دبابات العدو، وأصابتنى بالإغماء وفقدان الوعى حتى استيقظت ووجدت نفسى من الأسرى فى إسرائيل ولم أجد ذراعى بجانبى بعد دخولى العمليات واستسهالهم واتخاذهم لقرار بتر ذراعى بالكامل، وبعد الحرب أتينا إلى مصر الغالية مرة أخرى عن طريق الصليب الدولى فى تبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل، ومن هذا اليوم وأنا أتلقى الرعاية الكاملة على كل المستويات من قبل القوات المسلحة.

وعن حياته فيما بعد الحرب قال "عفت": خضعت للتأهيل المهنى التابع للقوات المسلحة وتمكنت من استخدام ذراعى اليسرى، بدلا من اليمنى فى كل شىء الكتابة والرسم، ولأن أنا مقيم بدار "الوفاء والأمل" وكل احتياجاتى الطبية والمادية والمعنوية توفرها لى القوات المسلحة وتعيننى على التزاماتى المادية تجاه أسرتى، لذلك كانت ذراعى بمثابة هديتى الخاصة لمصر فى عرس انتصارها.