اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 09:19 م

دندراوى الهوارى

الصفقة الحرام بين حزب النور والإخوان فى الانتخابات

بقلم - دندراوى الهوارى الأحد، 04 أكتوبر 2015 12:00 م

اعتقدت خطأ أن السلفيين، رغم تشددهم وخطر أفكارهم، لا يجيدون فن المراوغة، وعقد الصفقات من تحت الترابيزة، وأن أبرز ما يميز منهجهم «الوضوح»، ولكن الأيام القليلة الماضية كشفت حقائق مذهلة، تؤكد أن السلفيين لا يختلفون كثيرا عن باقى التنظيمات المتشددة، فجميعهم خرج من رحم «جماعة الإخوان» الإرهابية.

حزب النور، الذى ظهر أمام المصريين رافضا لأفكار وإدارة الإخوان للبلاد، ودعم- نظريا- خروج الشعب فى ثورة 30 يونيو، وشارك فى بيان 3 يوليو، بدأ هذه الأيام عقد الصفقات السرية مع جماعة الإخوان لمنحهم قبلة الحياة للعودة للحياة السياسية، من خلال دعم مرشحى الصفين الثالث والرابع للجماعة الإرهابية على المقاعد الفردية فى عدد من المحافظات، تحت شعار «نار الإخوان ولا جنة الأحزاب المدنية»، وبدأوا فى إشعال نار الطائفية.

الصفقة أيضا تشمل وقوف ومساندة ودعم جماعة الإخوان لمرشحى حزب النور على القوائم فى الوجه البحرى، وذلك بهدف تشكيل كتلة برلمانية كبيرة من النور والسلفيين والإخوان، يكون لها صوت صارخ، تنقل الاحتجاجات من الشارع، إلى البرلمان وشرعنتها ومنحها الحصانة، بجانب عرقلة كل الجهود التى ستبذلها الحكومة، وإعادة سيناريو ما كان يفعله مجموعة الـ88 الإخوانية فى برلمان 2005.

الوضع خطير ويحتاج إلى جهد كبير من المواطنين، فى تقييم المرشحين ومعرفة خلفياتهم الأيديولوجية، ومنح أصواتهم للمعلوم عنهم بالضرورة تأييد الدولة الوطنية، وليس لديه أى انتماءات بالجماعات والأحزاب الدينية، وتطبيق ذلك على أصحاب الوجوه الجديدة، التى هبطت بالبراشوت على عدد من الدوائر.

لا بد أيضا للدولة، والشعب معا من مساندة حلمى النمنم، وزير الثقافة الجديد فى كشف حقيقة الجماعات المتشددة، وفى القلب منها السلفيون المتشددون، ولا نعطى الفرصة للسهام تنطلق نحوه بهدف إرهابه وإسكات صوته، والتى بدأت بالفعل عقب تصريحه حول تحرير مصر من السلفيين.

وزير الثقافة لم يكن متجاوزا عندما أكد أن مصر تخضع لاحتلال الأفكار المتطرفة للإخوان والسلفيين، وأن المتابع والمتأمل للقنوات السلفية لا تذيع الأذان بصوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد، أو محمد صديق المشاوى، على سبيل المثال، ولا تذيع ابتهالات الشيخ النقشبندى، فى الوقت الذى نجد فيه تونس والعراق، لا يذيعان الأذان إلا بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.

الأمر خطير، والسلفيون والإخوان وجهان لعملة التطرف، وغرس الأفكار المتشددة، والبحث عن السلطة والنفوذ، ولا يعترفون بحدود الوطن أو رايته، ولكن يبحثون عن عالم «هلامى» تتلاشى فيه الحدود، وتختفى الرايات، ولا يعزف فيه السلام الوطنى، وتختفى من قاموسه مصطلحات الانتماء والوطن، ويصبح فيه المسلم الأفغانى أفضل وأقرب إليهم من القبطى المصرى، وتصبح فيه تجارة النساء سبايا هى الرائجة، وتنتشر فيه فتاوى جهاد النكاح، والعمليات الانتحارية بحثا عن الفوز بحور العين فى الجنة.