اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 06:06 ص

كـرم جبـر

لماذا كان الإقبال ضعيفا ؟

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015 10:01 ص

لماذا نزل الناس بالملايين فى 30 يونيو والانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور ، ولم يفعلوا ذلك فى انتخابات البرلمان رغم اهميتها وخطورتها ؟ .. على المستوى الشخصى كنت اقع فى حيرة بالغة حين يسألنى قريب او صديق " انتخب مين "، فقد اختفت الاحزاب السياسية من الساحة ، لا وجود للوفد ولا التجمع ولا الناصرى ، والاحزاب الجديدة لم يتردد اسم سوى المصريين الاحرار ، اما القوائم فلم يبرز منها الا " فى حب مصر " التى يزعم البعض انها قائمة السلطة ، رغم وجود اسماء بها مثيرة للجدل .

كان الاقبال ضعيفا ، لأن الناس لم يجدوا ما يغريهم على النزول لانعدام المنافسة ، وتصوروا مثلا ان مباراة السوبر فى الإمارات كانت بين الاهلى وبلدية المحلة او اسكو ، هل كانت تلقى الاهتمام الجماهيرى الكبير مثل الاهلى والزمالك ؟..السياسة ايضا تحتاج اهلى وزمالك، واحزاب قوية تتصارع وراء كل صوت ، وتخترق الكتلة الصامتة ، وتذهب الى صاحب السيادة الناخب اينما وجد ، لتخطب وده وتعرض بضاعتها وتدعوه للمشاركة ، ولكن احزابنا لم تفعل ذلك ولم تؤد واجبها ، واختفت السرادقات والمؤتمرات الشعبية الكبيرة التى تميز موسم الانتخابات ، واكتفى بعض المرشحين بالدعاية لنفسهم فى الفضائيات ، فاصبحوا مرشحوا التوك شو وليس ابناء الدائرة .

اما الجرعة الاعلامية فقد كان بعضها زائدا ومفعوله قليل ، واعتمدت على خطاب الحشد الموروث من ايام الاتحاد الاشتراكى العربى ، وليس منطق الاقناع ، فالإسراف فى " إنزل ، إنزل ، إنزل " سلاح ذو حدين ، لأن المشاركة العشوائية قد تقود الى نتائج سلبية ، وهو ما يحب تداركه فى المرحلة الثانية ، بالتركيز على رفع درجات الحس الوطنى ، والتحذير من خطورة دعاوى المقاطعة ، خصوصا لدى الاجيال الشابة ، التى تشعر انها خرجت من المولد بلا حمص ، فإمتلأت بهم المقاهى وخلت منهم اللجان ، لأنهم لم يجدوا مكانا فى الفردى الذى يفوق إمكانياتهم ماديا ومعنويا ، ولا قوائم التوزنات السياسية التى لا يمتلكون اسبابها .. مالا يدرك كله لا يترك كله ، وفى المرحلة الثانية يمكن تلافى كثير من الاخطاء .. والحديث متواصل .