اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 02:32 ص

عبد المنعم أبو الفتوح

سر إصرار عبدالمنعم أبوالفتوح على مقاطعة الانتخابات.. «مصر القوية» اختزل نفسه فى 3 بيانات تحريضية لمقاطعة استحقاقات خارطة الطريق.. ويصنع بطولة من ورق.. والناخبون يخذلونه بـ«الطوابير»

تحليل تكتبه: إحسان السيد الخميس، 15 أكتوبر 2015 01:00 م



خمس دقائق وفرها من وقتك، تأمل المشهد السياسى، انظر بعمق لما يدرو حولك من حالة الحراك الدائرة استعدادا لانتخابات مجلس النواب، فستجد أحزابا اختارت خوض المنافسة بقوة حتى ولو بتمثيل ضعيف، وأخرى اختارت التراجع للخلف خطوات، تحججت بأسباب واهية، وليتها اكتفت بذلك فقط، لكنها دعت لمقاطعة التصويت فى الانتخابات.. دعوات مقاطعة الانتخابات تربع على عرشها حزب مصر القوية ورئيسه الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، حيث ضرب الرقم القياسى فى إعلان المقاطعة فى الاستحقاقات الثلاثة لخارطة الطريق، لينضم لدعوات أخرى أطلقها اشخاص وأحزاب وإخوان لمقاطعة الانتخابات.

العديد من التساؤلات تثار حول مدى استجابه المواطنين الذين لهم حق التصويت بشكل عام والشباب بشكل خاص، لدعوات مقاطعة الانتخابات التى أطلقتها قلة سياسية رأت الانسحاب من المشهد السياسى قوة.. وهم فى حقيقة الأمر يخدعون أنفسهم ويصنعون أبطالا من ورق.. يعيدون مشهدا يوميا لطفل صغير يرفض أكثر من نوع طعام قدمته له أمه.. وحين يخجل فى الرد ولم يجد مبررا لهذا الرفض يصمت.. ثم يردف قائلا: «أنا زعلان»!

إذن ما هو منطق المقاطعين وأسبابهم للدعوة لمقاطعة الانتخابات مشاركة وتصويتا.. ماذا حققوا.. ما هو مكسبهم السياسى؟
ما هى النقاط التى سيحققونها ضمن تاريخ الحزب منذ تأسيسه ومراحل تطوره.. هل لديهم القدرة على الاعتراف بأن المقاطعة نوع من السلبية المرفوضة وأن الإحباط تمكن منهم؟

لماذا أصبحت السلبية طريقا سهلا!.. أم أنهم اعتادوا السير فيه، فاختاورا دائما أن يضعوا نفسهم فى صورة زائفة- بأنهم ضحية مشهد سياسى مرتبك أو قمعى حسبما يرددون؟.. الحزب الذى يبنى مواقفه على تبريرات ويعتبر الانسحاب والمقاطعة طوق نجاة لا يستحق قيمة اشتراك العضوية فيه. الغريب أن هذه الأحزاب تمكنت من الضحك على عقول شباب ثائر، فرفعت شعارات رددوها فى الميدان، واختاروا أسماء أحزاب تعكس هذه الشعارات، ولكن مواقف كل حزب تثبت خلاف معانى اسمه، فـ«مصر القويه» ضعيف وأعلن مقاطعة الانتخابات ترشحا وتصويتا.

كل من أعلن مقاطعته للانتخابات، أرجع قراره- حسب ادعائه- لإصرار الدولة على ترهيب المعارضين وقتل الحياة السياسية، ودعمها لقوائم ومرشحين بعينهم، وأن الانتخابات المقبلة ستكون «صورية»، دون سند أو دليل يبرهن به على ذلك، وعلى رأس هؤلاء حزب مصر القوية، والغريب أن «أبوالفتوح» أو المقاطع، دعا خلال الانتخابات الرئاسية أيضا للمقاطعة، وخلال الاستفتاء على الدستور، وخذله الناخبون بطوابير صادمة أمام لجان الانتخاب، إذن لماذا أسس أبوالفتوح هذا الحزب، هل رغبته فى الظهور ضمن المشهد هى الدافع لذلك؟ كيف اختزل نفسه وحزبه فى بيانات الوقت الضائع لإعلان المقاطعة؟
الشعب المصرى أصبح لديه وعى كاف بالعملية السياسية، والتجارب السياسية المتعاقبة شكلت لديه بعدا يحدد وفقه قراره السياسى، دون توجيه أو تأثير خارجى، الناخبون سيخذلونه للمرة الثالثة.