اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 07:41 م

الرئيس عبد الفتاح السيسى

هبة المصرى تكتب: على الحلوة والمرة.. نحن معك يا سيسى

الإثنين، 08 سبتمبر 2014 02:08 م

سيدى الرئيس: سمعت كلمتك الأخيرة التى وجهتها للشعب المصرة، وكعادتك كنت صريحًا صادقًا بسيطًا تتحدث من قلبك، وتكشف لنا بشجاعة حقيقة التحديات التى تواجه البلاد، ومنها مثلا أزمة الكهرباء بقولك: "تعودنا على المصارحة بين رئاسة الجمهورية والحكومة والشعب"، وأننا نحتاج لاستثمارات بنحو 130 مليون جنيه خلال السنوات الخمس المقبلة لتطوير إنتاج الكهرباء".

أيضًا تأثرت جدًا بقولك أنك تتكلم معنا كمواطن ومسئول، وتذكرنا بالاتفاق بيننا وبينك لمواجهة التحديات، وأقول لسيادتك إننا "على الحلوة والمرة معك"، لأنى كمواطنة مصرية عادية أشعر بحجم التحديات الكبيرة التى لم تنكرها، ولا أبالغ حين أقول أننى شعرت بالأسف لأن بيننا من خذلك وحاول النفخ فى نيران الأزمات للوقيعة بيننا وبينك، ونحن الذين اخترناك لانحيازك لإرادة الشعب، وحملت رأسك على يديك حتى ننتصر فى معركتنا المشتركة، كما قلت فى كلمتك، لأننا لن نخذلك، لكن سندعمك للنهاية.

أشعر بالخجل من نفسى أولا أننى حملتك مثل ملايين غيرى فوق طاقتك، وسألت نفسي: ماذا قدمت لمصر ولدعمك، فلا يكفى أن نحبك لكن يجب ترجمة ذلك لعمل وجهد وصبر وإخلاص لمصلحة مصر قبل أى مصالح شخصية أو فئوية ضيقة، ولن أترك أذنى لبعض الإعلاميين أو الذين يسمون "النشطاء"، لأننى تعلمت من لغتك وطريقتك البسيطة المهذبة المحترمة دروسًا كثيرة، أتمنى أن يتعلمها المتربصون بكل كلمة وأزمة دون عرض القضية بكل وجوهها، وليس بالتحريض والسخرية بينما أعلم أنك تواصل الليل بالنهار لمواجهة تحديات كثيرة ورثتها من عهود سابقة، ولم تنكرها أو تستهين بخطورتها، لكنك اعترفت بها بكل صراحة، وطالبتنا بمشاركتك لمواجهتها، وهنا تظهر "معادن البشر" وبالفعل تتساقط الأقنعة عن كثيرين كنا نعتبرهم مخلصين، لكن أطمئنك سيادة الرئيس بأن غالبية المصريين أوفياء للعهد مقابل عدد قليل لا يذكر من المحرضين والمتربصين.

أكررها: "على الحلوة والمرة معك يا سيادة الرئيس فلن تنهض مصر بدون جهود مشتركة بين الشعب والرئيس والحكومة، فأنا أعرف جيدا المخططات الخبيثة لتشويه صورتك والوقيعة بينك وبين شعب منحك ثقته وسيظل على العهد، لأنه يدرك ما قدمته وستقدمه لمصر، وأرجوك أن تعتبر هذه الكلمات المتواضعة من مواطنة مصرية بسيطة وعدًا بترجمة مشاعر المحبة والثقة لعمل جاد، فالوطن يحتاج لجهود جميع أبنائه وتجاهل الشائعات الكاذبة وحملات التحريض الرخيصة، وتكفينا معاناة ثلاثة أعوام من المهاترات والانفلات الأخلاقى والسياسى والأمنى وغيرها، فقد "دقت ساعة العمل"، وعلينا جميعًا إدراك حجم المسئولية.

لا تحزن سيدى الرئيس لأن هناك من يخون الأمانة بكلمة خبيثة، أو التفرغ لتشويه الجهود الطيبة التى بذلتها خلال شهرين فقط وأعاهدك بالاجتهاد لإقناع كل من أعرفهم بأننا جميعًا فى سفينة واحدة لن ترسو على بر الأمان دون تكاتفنا خلف "ربان مخلص" ولن نسمح لمغرض بتخريب سفينة مصر ومحاولة صناعة ثقوب فيها لتغرق، فهذه خيانة لن نقبلها لأن هناك من يريدون غرق السفينة، وأؤكد أن وعى الشعب المصرى يتعمق، فكل يوم تتضح الصورة ليميز بين المخلصين لمصر والمتربصين المغرضين.

حين أشاهد ليبيين وسوريين وعراقيين وغيرهم هاجروا من بلادهم وجاءوا للعمل والاستثمار فى مصر فهذه رسالة لها مغزاها الذى يتجاهله بعض الموتورين من المحسوبين علينا، كما تجاهلوا إنجازات كبيرة خلال فترة قليلة سواء على الصعيد الداخلي، كمشروع قناة السويس ومدى استجابة ملايين المصريين للمشاركة به بشكل مذهل، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة، وتنشيط الأمن رغم العمليات الإرهابية التى تنفذها جماعات وتنظيمات تصر على تخريب الوطن ومنشآته الحيوية واستهداف أبنائه من قوات الشرطة والجيش، وعلى الصعيد الخارجى بإعادة ترتيب علاقات مصر الدولية والإقليمية بشكل متوازن يخدم مصالحنا، بخلاف الجهود الجبارة التى تبذلها القوات المسلحة بصمت ودون الإعلان عنها، لأنها تترجم كلمة الفريق أول: صدقى صبحى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، بأن جيشنا هو "العمود الفقرى للدولة المصرية"، وهو ما تؤكده مشروعات القوات المسلحة، سواء فى تطوير البنية التحتية المدنية، أو التصدى بصرامة لجماعات الإرهاب وتطهير سيناء منها، فضلاً عن حماية حدود مصر الغربية الممتدة رغم الفوضى العارمة فى ليبيا، وأيضًا فى الجنوب والشرق، وغيرها من المهام التى يجرى تنفيذها دون إعلان لاعتبارات الأمن القومى.

وأخيرًا بصفتى مواطنة بسيطة أطالب جميع المصريين بالوعى بمخططات التشويه والتخريب، ليس فقط تخريب المنشآت الحيوية لمرافق الدولة لكن أيضًا "تخريب العقول" الذى تمارسه بعض الصحف ووسائل الإعلام، المصرية والأجنبية، والإخلاص للعمل الجاد لكل مصرى فى موقعه، فالرئيس السيسى "شريكنا" فى مشروع تاريخى هو العبور بمصر لبر الأمان، فالشعوب لا تتقدم بالشائعات والمهاترات، بل بالعمل الجاد بصبر وإصرار على النجاح فليس أمامنا طريق غيره، ولن نخذلك سيادة الرئيس، بل أؤكدها سنبقى معك "على الحلوة والمرة" لتستعيد مصر مكانتها بين الأمم والدول المتحضرة، وثقتى كبيرة بعد الله تعالى، بإرادة الشعب المصرى ورئيسه الذى اختارته الغالبية الساحقة، وحان الوقت لتترجم المشاعر الطيبة لجهود جادة مخلصة.