اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 11:05 م

المشير عبدالحليم أبوغزالة

أبوغزالة والسادات والمسلمانى فى حرب أفغانستان

الإثنين، 08 سبتمبر 2014 06:54 ص

هل كان المشير عبدالحليم أبوغزالة، وزير الدفاع الأسبق، من أعظم جنرالات الحرب حقا؟ وهل صبت رؤيته الاستراتيجية فى صالح مصر والمنطقة العربية، خاصة فيما يتعلق بمساندة مصر لما سمى بحرب المجاهدين فى «أفغانستان» ضد الاحتلال السوفيتى لها، الذى بدأ يوم 27 ديسمبر عام 1979؟

أطرح هذه الأسئلة بعد الرأى الذى سمعته من الإعلامى والكاتب الصديق «أحمد المسلمانى» أول أمس فى برنامجه المميز «صوت القاهرة»، الذى قال فيه: إن المشير أبوغزالة من أعظم جنرالات الحرب الذين يمتلكون رؤية استراتيجية، وأنه تعرض للظلم من الرئيس محمد حسنى مبارك، وأنه كان يرى أن الخطر فى مسألتين هما، الشيوعية والشيعة، ولهذا كان موقفه المساند للمجاهدين فى أفغانستان وقت أن كان وزيراً للدفاع. ومن كل ما ذكره «المسلمانى» حول تقييمه لـ«أبوغزالة»، أتوقف أمام إشادته البالغة برؤيته الاستراتيجية فى مسألة الحرب فى أفغانستان، خاصة أن ما يحدث الآن من إرهاب فى المنطقة يعيدنا إليها بامتياز.

والمعروف تاريخياً، أن لا المشير أبوغزالة، ولا الرئيس السادات، ولا الملك فهد، ولا الرئيس الباكستانى وقتها «ضياء الحق»، كان له القرار أو كلمة الفصل فى اختيار سبيل المواجهة للاحتلال السوفيتى فى أفغانستان، وإنما كان الأمر اختياراً أمريكياً خالصاً قاده الرئيس الأمريكى جيمى كارتر برؤية مستشاره للأمن القومى «بريجنسكى» التى قامت على فكرة استنفار القوى الإسلامية فى العالم كله ضد «السوفيت» بتكوين تحالف إسلامى واسع يتحمل عبء مقاومة السوفيت فى أفغانستان، وإلى القاهرة جاء «بريجنسكى» لتنفيذ رؤيته مع «السادات»، ولم يجد أى صعوبة فى تسييد الرؤية الأمريكية، فقد كان نظام السادات ونهجه منفذا أمينا وأرضا خصبة لكل ما تفعله أمريكا فى المنطقة، ومن دلائل ذلك، الكلمة الشهيرة لـ«السادات»: «99% من أوراق اللعبة فى القضية الفلسطينية فى أيد أمريكا».

دارت العجلة ليس بفضل رؤية السادات ولا أبوغزالة، وإنما تنفيذا للمخطط الأمريكى، وانطلقت المساجد فى مصر للدعوة إلى الجهاد فى أفغانستان، والتبرع لها بالمال، وفرض ضريبة الجهاد، وممارسات أخرى جعلت من قضية أفغانستان حديث كل بيت فى مصر، وبالطبع تراجعت القضية الفلسطينية، وأصبح الحديث عن العاصمة الأفغانية «كابل» أهم بمراحل من الحديث عن «القدس» و«المسجد الأقصى»، وازدحمت الجامعات بمعارض الصور والكتب التى ملأت العقول بالخرافات، مثل تدمير دبابة سوفيتية بحفنة من التراب، وأخرب بغصن شجرة، وثالثة بمجرد الدعاء، وكان ذلك بمثابة عملية تجريف للعقل المصرى بامتياز، وإعادته إلى العصور الوسطى تحت سمع وبصر نظام السادات وبتشجيع منه

فكيف يمكن الحديث بعد ذلك عن براعة الرؤية الاستراتيجية لـ«أبوغزالة» فى مساندة الجهاد الأفغانى، وإذا كان الأمر يقاس بإمداد السلاح لما سمى بـ«المجاهدين»، فإن التصورات الاستراتيجية تقاس صحتها وكفاءتها بالنتائج الشاملة المترتبة على ما فعله هذا السلاح.

انتهت الحرب الأفغانية وخرج الاتحاد السوفيتى، لكن نتائج ما فعله السادات وأبوغزالة من إرسال ما سمى بـ«المجاهدين» لم ينته بعد، وهو ملف مسكوت عنه رغم نيران إرهابه وتخلفه الذى نشعر به الآن.