الإهمال يضرب كبارى القاهرة.. "عباس" و"قصر النيل" و"الجامعة" تعانى التلوث والإهمال.. ومواطنون يؤكدون: البلطجية حرمونا من المُتنفس الوحيد لنا.. وآخرون: كوب الشاى بـ40 جنيهاً
ربما قادتك خطواتك للمرور من على أحد كبارى القاهرة والجيزة المُطلة على النيل، وشاهدت عددا كبيرا من الباعة الجائلين يصطفون على جانبى الكوبرى واضعين كراسيهم وأكشاكهم المتخصصة فى إعداد الشاى والقهوة وثلاجات المياه الغازية، ويقطعون الطريق أمام حركة المشاة، وقد يتطور الأمر إلى التحرش اللفظى أو الفعلى، واضعين أنفسهم فى تحد واضح أمام أجهزة الدولة.
سيدات وفتيات تعرضن لمحاولات تحرش على الكبارى، حيث يستغل أحد المارة الازدحام الذى تسبب فيه تواجد الكراسى والأكشاك ليرتكب جريمته سواء سرقة أو تحرش، تحدث "اليوم السابع" مع المارة المتضررين من وجود هؤلاء الباعة.
تقول منى محمد وتعمل طبيبة، إنها اعتادت السير أعلى تلك الكبارى لأنها تراها أكثر وسائل الاسترخاء إتاحة للمصريين، ولكن منذ أن تفاقمت ظاهرة المقاهى العشوائية على تلك الكبارى أصبح المنظر غاية فى الاشمئزاز، لما يرتكبه هؤلاء الباعة من جرائم تحرش وسرقة وبلطجة.
وأضافت منى أنها حاولت أن تجلس ذات يوم على أحد الكراسى التى وضعها أحد الباعة أعلى كوبرى الجامعة، وما لبست أنها أنهت مشروبها هى وابنتها إلا وطالبها القائم على تلك المقهى بمبلغ 40 جنيها لما تعاطته من كوب شاى وزجاجة بيبسى، وعندما سألت عن سبب دفعها لهذا المبلغ أجابها قائلاً: "دى أسعار سياحية يا مدام انتى قاعدة ع النيل".
وقال مصطفى عبد الهادى وهو أحد ساكنى منطقة منيل الروضة، إن هذه الكبارى كانت وسيلة ترفيه للمواطن البسيط الذى لا يقوى على الجلوس بأحد المقاهى الفاخرة، أما الآن أصبحت وكرا لتجار المخدرات وطبقات مجتمعية خبيثة تسرى فى جسد هذه البلد دون محاسبة أو رقابة.
وخلال حديثنا مع أحد الباعة، قال سيد عبد القادر وشهرته "كنيش" بائع يملك كشكا صغيرا وعليه بوتاجاز مُتخصص فى إعداد الشاى وتقديم المشروبات الثلجية، إنه يُنفق على أسرة مكونة من ثمانية أفراد وليس لهم دخل آخر سوى هذا الكشك.
وأضاف "كنيش" أنهم يستأجرون المعدات المستخدمة فى إعداد الشاى وثلاجة المياه الغازية، ولهم إيجار يومى يجب أن يُسدد يومياً، وأضاف أن يوميته على الكوبرى تتراوح بين المائتين والثلاثمائة جنيه فى حالة الركود وتصل إلى سبعمائة جنيه فى الأعياد والمناسبات.
أخبار متعلقة:
رئيس مدينة قليوب: إقامة كوبرى علوى بتكلفة 80 مليون جنيه لسيولة المرور