اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 02:25 م

محمود سعد الدين

قاضى مبارك وقاضى قتلة السادات

كتب محمود سعد الدين الإثنين، 29 سبتمبر 2014 08:04 م

سيل من الاتهامات المباشرة ضد شخص المستشار محمود كامل الرشيدى بعد إذاعة فيديو لأوراق قضية مبارك من إنتاج قناة صدى البلد، والاتهامات كلها لا تحمل الرشيدى خطأ فى الجلسة قبل الأخيرة، ولكن تنتقد إدارته للقضية من البداية، لدرجة دفعت أحد أبرز المستشارين - بمنصب حساس، أصدر قبل شهور حكما فى قضية شغلت بال الرأى العام - بأن يقول «الرشيدى فاقد للصلاحية».

الكلمات القليلة القادمة هى محاولة لإعادة الحق للرشيدى، لإنصافه، ضد ما تعرض له من هجوم قاس فى الـ 48 ساعة الماضية، الرشيدى فى وجهة نظرى كمتابع للقضية، يسلك نفس منهج المستشار الجليل رحمه الله عبدالغفار محمد، قاضى الجهاد الذى حكم فى قضية مقتل السادات، وكان بين المتهمين وقتها ناجح إبراهيم، وكرم زهدى، وعبود وطارق الزمر.

الرشيدى يؤمن بأن العدالة هى أن يتحدث المتهم بكل ما فى قلبه دون أى عائق، فأعطى الحق لكل متهم ولكل محام أن يتحدث وفق ما يشاء، وهو نفسه ما فعله القاضى عبدالغفار محمد فى بداية الثمانينيات عندما منح الفرصة لكل متهم بالحديث، ولكل محام أيضًا حتى إنه بعد إغلاق باب المرافعة، تقدم له أحد المحامين بطلب للمرافعة من جديد، فقرر وقتها فتح باب المرافعة، وكانت سابقة هى الأولى من نوعها فى القضاء، وفعل ذلك فقط لتحقيق العدالة.

القاضى الرشيدى ضعف بصره من قراءة 160 ألف ورقة، حفظها عن ظهر قلب، مثل القاضى عبدالغفار محمد تمامًا، الذى أصيب بانفصال شبكى حاد فى العين منعه من الرؤية فى آخر أيام القضية، فسافر إلى بريطانيا للعلاج، مثلما سيسافر الرشيدى للعلاج فى فرنسا بعد العيد لإجراء جراحة.

الرشيدى يعشقه محامو المتهمين، ومحامو المجنى عليهم، يسمع للطرفين بالتساوى، ويحقق طلبات الجميع، ولم يمنع ورقة عن أى محام، وهو ما فعله أيضًا القاضى عبدالغفار محمد، والذى وصل عشق المتهمين له أنه بعد خروج ناجح إبراهيم وكرم زهدى من السجن زاروه فى منزله، وقدموا له الشكر على عدله وإنصافه رغم أنه حكم عليهم بالسجن 25 عامًا.

القاضى الرشيدى، قد يكون أخطأ من وجهة نظرك، وأنه لم يكن بحاجة لتقديم مبررات للتأجيل، ولكن لا تنس أن كل ما دار بالجلسة الأخيرة لم يؤثر على يقين القاضى، لأنه كون رأيه وحدد حكمه وشرع فى كتابة 60% من الحيثيات، وهو الأهم.

ومثلما ذكر التاريخ القاضى عبدالغفار محمد بالخير، سيذكر أيضًا القاضى الرشيدى وأعضاء هيئة المحكمة، لأنهما سعيا لتحقيق العدل.