اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 10:11 م

الكاتب الأمريكى توماس فريدمان

فريدمان مُعلقا على استفتاء اسكتلندا: التعددية أهم أسباب قوة أى مجتمع

نيويورك أ ش أ الأحد، 21 سبتمبر 2014 06:17 ص

أعرب الكاتب الأمريكى توماس فريدمان، عن سعادته برفض غالبية الاسكتلنديين الانفصال عن بريطانيا، وقال إن البديل عن ذلك هو قصّ جناح أهم ظهير لأمريكا فى العالم - بريطانيا.

وأشاد فى مقال نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) بالتكوين الأمريكى، ورأى أن به العديد من أسباب القوة وأن أهم هذه الأسباب اليوم هو عنصر “ التعددية” التى تستجمع قوى ثقافات مختلفة لصالح أمة واحدة يستطيع جميع أبنائها على اختلاف مشاربهم العمل ككيان واحد.

وتساءل الكاتب، فى معرض افتخاره، عن دولة غير أمريكا انتخبت مرتين رئيسا أسود إسمه الأوسط حسين، وجدّه مسلم، هزم فى المرة الأولى سيدة وفى الثانية مُبّشر للمورونية، واستبعد فريدمان -61 عاما- أن يشهد فيما تبقى من حياته رئيس وزراء بريطانى من أصول باكستانية، أو رئيسا فرنسيا من أصول مغربية.

واستدرك فريدمان قائلا "إن أحداث منطقة فيرجسون تذكرنا بأننا لا زلنا سائرين على درب التعددية ولمّا نصل بعد إلى منتهاه.. لكننا سائرون".

ونوّه عن أن التعددية ليست التنوع فقط وإنما التفاعل الحيوى مع هذا التنوع؛ ذلك أن التنوع فقط دونما تفاعل وعلاقات حقيقية لن يثمر إلا زيادة فى التوترات بالمجتمع، ومن ثم يمكن القول أن كون المجتمع "متعدد" هو أمر واقع، ومثال ذلك سوريا والعراق.. أما كون المجتمع "تعددى" فهو إنجاز، ومثال ذلك أمريكا.

وأوضح الكاتب اليهودى أن التعددية لا تتطلب نبذ الهوية وراء ظهورنا، وإنما تعنى وضع اختلافاتنا الأكثر عمقا على الأصعدة المختلفة حتى الدينية منها فى تفاعل مع بعضها البعض لكى تثمر “ التعددية” الحقيقية المبنية على الحوار والأخذ والعطاء والنقد البناء.

ورأى فريدمان أنه ليس هناك مثال أدلّ على أهمية هذه التعددية من مثال الشرق الأوسط اليوم؛ مشيرا إلى أن سوريا والعراق كانا مجتمعين “ متعددين” يفتقران إلى “التعددية”، لقد كان التنوع فيهما -سنة وشيعة وأكراد وتركمان ومسيحيون ويهود وإيزيديون وعلويون- يتم إخضاعه من القمة إلى القاعدة بقبضة حديدية كانت فى البداية للعثمانيين ثم آلت بعد ذلك لبريطانيا وفرنسا وانتهت إلى رجال أقوياء من ملوك وجنرالات محليين.

وتابع صاحب كتاب “العالم مُسّطح” بالقول إن انتشار وسائل التقنية وسيادة العولمة أثّر على كافة أشكال السيطرة الاستبدادية وجعلها أكثر ضعفا وأكثر قِدَما وأكثر تكلفة سواء على صعيد الدماء أو الأموال أو الاعتقال، فباتت هذه الدول (الشرق أوسطية) أمام خيارين لا ثالث لهما: إما اعتماد منهج التعددية والقدرة على حُكْم أنفسهم أفقيا عبر عقود اجتماعية يُبرمها مواطنون متساوون فى كل شيء، أو الاستمرار فى الدوران بحلقة العنف المفرغة.

واعتبر فريدمان كلا من تونس وكردستان بأنهما أقرب نموذجين فى الشرق الأوسط لطريق التعددية وإن لم يسيرا عليه بعد إلا أنهما توصلتا إلى مبدأ “الحكم الذاتى” الذى أسدل ستار الحرب الأهلية فى لبنان عام 1989 حيث لا غالب ولا مغلوب من الأطراف الرئيسية، وأن مصالح الجميع يجب أن تراعى، ورأى الكاتب أن العراق يكافح فى اللحظة الراهنة للوصول إلى إقرار هذا المبدأ؛ أما سوريا فهى لا تزال بعيدة.

ولفت إلى إسهام شبكات العمل الاجتماعية والعولمة فى زيادة العوائد الاقتصادية الناتجة عن التعددية، وقال إن الابتكار يأتى من تعاون أفقين مختلفين وأفكار مختلفة وأشخاص مختلفين، مشيرا إلى أن "جوجل" كان ثمرة تعاون بين لارى بيج وسيرجى برين.

وقال فريدمان إنه كلما زادت تعددية المجتمع زادت ثقته، كما أن التعددية مضافة إلى الثقة تُمّكن الناس من التفاعل وإنتاج أفكار وأعمال جديدة.