اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 02:23 ص

الدكتور طلال عبدالمنعم واصل

شمال سيناء وسمير غنيم و«العلماء الصنايعية»

الأحد، 03 أغسطس 2014 06:40 ص

لو كنت مسؤولا فى هذا البلد يطمح إلى تقدمه بجد، لجمعت كل علماء مصر الذين يقومون بتحويل البحوث إلى فعل تطبيقى على أرض الواقع، وأسندت إليهم مهمة قيادة التنمية، ووفرت لهم كل السبل فى عملهم، وأبعدتهم عن العراقيل البيروقراطية، وصغار النفوس فى مؤسسات الدولة الذين لا يريدون أى تقدم لمصر.

هؤلاء العلماء الذين أقصدهم يمكن تسميتهم بـ«العلماء الصنايعية»، وهذا التعبير يطلقه واحد منهم هو الدكتور سمير غنيم مؤسس كلية الزراعة فى العريش، وأحد العلماء المعدودين الذين يحفظون سيناء عن ظهر قلب ويذوب عشقا فيها ولديه أفكار غزيرة فى مجاله.

وأذكر أننى نقلت فى حوار مع العالم المصرى الدكتور طلال عبدالمنعم واصل، والذى يعيش فى أمريكا منذ أكثر من 40 عاما، أن قضية مصر مع التقدم تكمن فى كيفية توظيف هذا النوع من العلماء، وطالب فى أكثر من مقال على صفحات «اليوم السابع» بأن يكون للعلماء والباحثين التطبيقيين اليد الطولى والرئيسية فى نهوض البحث العلمى، وقال صراحة بأنه دون هؤلاء، ستبقى أزمة البحث العلمى فى مصر مستمرة، فالدول لا تتقدم ببقاء البحوث فى كتب ومجلات، ففى هذه الحالة يظل البحث العلمى مجرد كلام نظرى فقط، وقال إن هؤلاء دائما يملكون أفكارا غير تقليدية فى التنمية، أى أفكارا خارج الصندوق التقليدى للتنمية.

أقول ذلك، بعد أن كتبت فى هذه المساحة من قبل وأكثر من مرة عن الأفكار التنموية القائمة على بحث علمى، التى يقدمها الدكتور سمير غنيم لسيناء، ولأنه من «العلماء الصنايعية» لا يقدم فكرة إلا بعد أن يكون جربها بنفسه بناء على خطوات علمية مدروسة ثم تعطى نتائجها فى النهاية.

الدكتور «سمير غنيم» هو ابن قريتى «كوم الأطرون - طوخ - قليوبية»، وزينتها فى تواضع العلماء ونظافتهم أخلاقيا وإنسانيا والعطاء فى صمت، كما أنه صاحب علاقات دولية متميزة، وبالتحديد مع الدول الأوروبية فى مجال العلم، ويستثمر هذه العلاقات فى استجلاب المعونات من أجل إقامة مشروعات خدمية فى سيناء، وقبل عيد الفطر التقى باللواء سيد حرحور محافظ شمال سيناء المشغول هذه الأيام بوضع خطة تنمية للمحافظة، وتبنى الأفكار الجادة فيها، واستمع «المحافظ» إلى مشروعات التنمية التى يطرحها الدكتور سمير، ويمكن إنجازها اعتمادا على الموارد المحلية للمحافظة والمناسبة لبيئتها، وأبدى المحافظ المحترم ترحيبا كبيرا بها، ووعد بأن يعطيها كل جدية بعد عيد الفطر.

وضمن هذه المشروعات التى طرحها الدكتور سمير على المحافظ، مشروع إنتاج الوقود الحيوى، أو ما يمكن تسميته بـ«البترول عالى الجودة»، ويتم استخراجه من الطحالب التى يتم إنتاجها من الأراضى الرطبة فى سيناء، وتم عمل تجارب عليه ونجحت، وقام معهد بحوث البترول بتحليله واعتماده.

هذا النوع من الوقود يستخدم فى تموين الطائرات، ويمكن تصديره بـ«1200» دولار للطن الواحد، وهو ما تفعله البرازيل من فترة، وحاليا أمريكا، اعتمادا على الفائض من إنتاج الذرة وفول الصويا لدى الدولتين، وبالطبع لا نستطيع إنتاجه اعتمادا على «الذرة» و«الفول الصويا» لعدم كفايتنا فى إنتاجهما، ولأننا لدينا الأرض الرطبة فهذا يعد موردا طبيعيا لانتاج هذا النوع من الوقود، وغدا نستكمل.