اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 08:14 م

الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى

الرئيس يقسم.. والشعب يأمل ويحلم وينتظر

الإثنين، 09 يونيو 2014 07:05 ص

بعد أن أقسم الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى أمام المحكمة الدستورية العليا، المصريون - بعد ثلاث سنوات ونصف من الثورة - يأملون فى أن تستقر بلادهم على بداية طريق التقدم والعدالة والحرية. وأن تنتهى حالة من الانقسام والجدل تجاوزت السنوات الثلاث ونصف.
كان المشهد مختلفا هذه المرة.. رئيس واحد لشعب واحد، يلتزم بالبرتوكولات، ويبدو متواضعا أمام الشعب، على العكس من مشهد قبل عامين تقريبا، كان الرئيس مهتزا، يبدو وكأنه ينفذ إرادات مختلفة، واحد من بين عدد كبير من الرؤساء والموجهين. كان طوال الوقت يحاول أن يمثل دور الرئيس بينما يصدر مشهدا يبدو فيه ممثلا لإرادات أخرى وتعليمات جماعة تصورت السلطة غاية نهائية.
الرئيس السيسى يلتزم باحترام المحكمة الدستورية من البداية، ويقدر الرئيس المنتهية ولايته المستشار عدلى منصور، بينما كان مرسى حريصا على تجاوز كل هذا، وأهدر قيمة القسم، وانتهك صورته وصورة الدولة، بل إن المحكمة الدستورية التى استهان بها مرسى يوما، كانت مكانا لتعليق أحبال الغسيل لميليشيات بدائية حاصرت المحكمة وسط صمت ممثل مكتب الإرشاد، ولم يجد هؤلاء الغوغائيون من يقول لهم «عيب»، فتجاوزوا فى غيهم وحصارهم ومطاردتهم للمحكمة وقضاتها.

بالأمس استعادت المحكمة قدرها، واحترامها، ولا نشك أن الرئيس الجديد سوف يحرص على استقلال القضاء، خاصة أن الرئيس المنتهية ولايته عدلى منصور، القادم من المحكمة الدستورية، قدم مثلا فى العدالة والحكمة أثناء توليه مهام منصبه، وحتى فى كلمته الوداعية قدم خطابا يبين فيه كشف حساب عام من أصعب الأعوام على مصر، كما حرص على وضع نصائحه للرئيس القادم، وهى نصائح تمثل حكمة وقدرة وإرادة.

اليوم يبدأ المصريون عهدا جديدا وهم يحملون آمالا كبيرة فى أن يكون الرئيس الجديد والنظام كله فى خدمة الشعب، وليس غيره، وأن يبدأ إصلاح المؤسسات، والعدالة والحرية.
ربما حرص كثيرون ممن يطالبون الرئيس بأن يطالبه باستبعاد وإقصاء، بينما مصر فى حاجة لاستعادة نفسها، ووحدتها، ومداواة كل الجراح التى تراكمت، وغبار تراكم وحجب أحيانا صورة الوطن.

وهذه المهمة الصعبة تحتاج إلى الكثير من العمل والكثير من الصبر، والقدرة على التجميع وليس التفريق، وأن ينتهى زمن الرجل الواحد، فهذا الوطن لن يستطيع فرد أو تيار أو حزب أن يستفرد به، لكنه يحتاج الجميع.

الشعب الذى خرج فى 25 يناير وبعدها 30 يونيو، لديه أمل فى أن يستعيد الوطن، ويبدأ عهدا جديدا خاليا من الفساد والمحسوبية، ويواجه مراكز القوى والاحتكار، ويعرف أن العدل هو ما يحتاجه المصريون، عدل يترجم إلى علاج ووظائف وتعليم ودخل وحياة إنسانية.
وهى مهمة صعبة لأنها تحتاج لإزالة تراكمات عقود من التكلس. والتغيير هنا يحتاج للإرادة، التى هى أهم من القوة، وسوف تتصادم مع مصالح وخرائط جاهزة، المصريون لا يريدون إعادة مشاهد الخوف والقلق والغضب، ولا الوجوه التى تتكرر وتفرض نفسها عليهم، لكنهم يحلمون بواقع مختلف، عنوانه الستر والحرية، وهى مطالب بسيطة لكنها خطيرة.
وإذا كان المصريون استعادوا هيبة وطنهم الذى كاد يضيع، فهم يعترفون لكل صاحب فضل بأفضاله، وعندما يصدقون شخصا يثقون فيه، ويريدون ترجمة هذه الهيبة إلى أمن وأمان، وحرية وعدل. لا يريدون من يمثل عليهم مثلما فعل رئيس، تصور أنه انتخب ليأتى بجماعته، لكنهم يريدون رئيسا بلا شلة ولا جماعة. لقد وثق المصريون فى السيسى، وحملوا له جميل أنه ضحى وقبل المهمة فى مواجهة أخطر تهديدات للوطن، وينتظرون منه أن يفى بوعود قطعها أن يلتزم بالعدل والحرية. وهى مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة.