اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 06:59 ص

إشادة السيسى.. وتهنئة حمدين

سعيد الشحات الخميس، 05 يونيو 2014 07:05 ص

فعل الرئيس عبدالفتاح السيسى ما يستوجب الإشادة حين خص بالشكر حمدين صباحى منافسه فى انتخابات الرئاسة، وفعل حمدين ما يستوجب الإشادة حين اتصل بـ«السيسى» مهنئا ومتمنيا له التوفيق، والمنتصر فى الحالة كلها هو الديمقراطية التى نتشوق جميعا إلى إرساء تقاليد محترمة لها.

فاجأنى البعض بالقول إن تهنئة حمدين فعل خاطئ، وأن رصيده ينفد، وكأن المطلوب هو خلق حالة خصومة سياسية مبكرة، هذا الاعتقاد يصطدم حتما مع مشاعر شعبية عبرت عن فرحها فور إعلان نتيجة الانتخابات رسميا.

كان الخروج الشعبى الكبير فى الميادين يبحث فى حقيقته عن المستقبل، يبعث برسالته إلى الحاكم الجديد مفادها، أننا معك طالما أنت معنا، وحمدين ليس استثناء من هذه الحالة، هو أثناء الدعاية الانتخابية كمرشح رئاسى غير بعدها، فى الأولى كان يتصرف بوصفه منافسا، ورغم كل التشهير والسباب واختلاق الأكاذيب تصرف بمسؤولية كبيرة ومعهودة منه، وفى الثانية لم يتعال على مشاعر المصريين، يتوحد مع مطالبهم بغد مشرق ينقلهم إلى حال أفضل، كيف كان المصريون سيستقبلون خبر تجاهله لتهنئة السيسى؟، سؤال لا يجب إغفاله، وعلى نفس النهج، ماذا لو تجاهل السيسى الإشادة به؟.

حمدين بتهنئته لـ«السيسى»، هو حمدين الذى رفض الانسحاب بعد قرار اللجنة العليا للانتخابات بمد فترة التصويت يوما ثالثا، وفى الحالتين تصرف على نحو أنه رجل يدرك المسؤولية فى ظرف سياسى حرج تمر به مصر، يدرك ضرورة البحث عن التوافق حتى تدور العجلة، يدرك ضرورة تفويت الفرصة على المترصدين والمتربصين بمصر، هو رد على من اتهموه من قبل بأنه ليس رجل دولة، وأنه يبحث عن مجد شخصى، وأنه يريد أن يكون رئيسا بأى ثمن، وتلك الاتهامات الرخيصة الأخرى.
يعطى المصريون الفرصة لكل رئيس جديد فترة سماح حتى يعرفوا ماذا هو فاعل بشؤونهم؟، حدث هذا مع بدايات حكم مبارك، ومع بدايات حكم مرسى، وبعدها يأتى السؤال، ثم تأتى ساعة الحساب، والسياسى «المعارض» النابه هو الذى يفهم خصوصية تلك الحالة، ولا يتعالى عليها، ولا يعنى ذلك أن يحول نفسه إلى مسخ، وإنما يبقى على تمايزه بدق ناقوس الخطر كلما دعت الضرورة.

لا يميل المصريون فى معظم الأحوال إلى وضع نبوءة الفشل كمقدمة للحاكم الجديد، وتلك قصة طويلة ضاربة بجذورها فى التاريخ، لكنهم فى نفس الوقت يفتحون عيونهم عليه، يراقبون تصرفاته، يعرفون إلى أى جهة تميل، وبعدها يأتى الحساب، ووفقا لهذه القاعدة سيترقب المصريون الفترة الحالية، ثم يحكمون عليها.

«حمدين» فى تهنئته لـ«السيسى» تصرف بمسؤولية وطنية، وكمرشح رئاسى كان جديرا بالمنافسة، رغم أنف النتائج، وربما كان سيفوز لو كان هناك منافس غير السيسى، أما «السيسى» فبإشادته بـ«حمدين» تصرف كرئيس يدرك أنه مقبل على مرحلة جديدة، يحتاج فيها إلى حشد كل الطاقات للبناء، ويدرك أنه لا مجال للفشل، وحبذا فى هذا الأمر لو أخضع برنامج حمدين الانتخابى إلى الدراسة ودمجه فى برنامجه الانتخابى من أجل مصلحة مصر، فنحن فى مرحلة نحتاج إلى حشد كل الجهود من أجل مصر.