اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-10

القاهره 02:29 ص

المشير عبد الفتاح السيسى

هوامش على حوار السيسى

الأربعاء، 07 مايو 2014 06:04 م

عندى بعض الملاحظات على الحلقة الأولى من حوار المرشح الرئاسى المشير عبدالفتاح السيسى مع إبراهيم عيسى ولميس الحديدى تتجلى فى عدة نقاط.. الأولى أن الرجل ظهر على الشاشة بملامح هادئة.. شعر أسود حليق يفرقه من جهة اليسار مثل نجوم السينما فى سبعينيات القرن الماضى – وهى الفترة التى شهدت شبابه الأول -.. ابتسامة مقتصدة.. ذهن مرتب.. يستخدم يديه بحساب لإيضاح فكرة أو تأكيد رأى.. تنتابه مسحة خجل لطيف إذا جاء الحديث عن السيدة الفاضلة زوجته.. ينصت إلى الأسئلة باهتمام.. يوزع نظراته بين إبراهيم ولميس بالتساوى تقريباً من باب الحصافة الاجتماعية.. يعترض بأدب إذا قاطعه أحد ولم يكمل فكرته.. إصراره على ذكر كلمة المصريين – وليس مصر فقط - مرات عديدة يؤكد اهتمامه بتبجيل شعب محدد من لحم ودم وليس وطناً هائماً فى المجاز والاستعارة!
هذا من حيث الشكل العام، أما الآراء التى أبداها السيسى فى هذا الحوار المهم فتحتاج إلى نقاشات عديدة، لكنى سأقف عند قضية أراها بالغة الاهتمام لما يكتنفها من التباس وتشويش، وأقصد العلاقة بين القانون والأخلاق، وأيهما يجب أن يوضع فى المقدمة حين يصبح المرء مسؤولاً عن بلد أو دولة أو مؤسسة: هل يطبق القانون أم يدعو إلى اتباع الأخلاق الحميدة؟
لاحظت أن المشير يسرف فى استخدام كلمة «الأخلاق» على حساب استعمال «القانون»، وأرجو أن تكون ملاحظتى خطأ، ذلك أن المجتمعات تتقدم إلى الأمام إذا فرض القانون على الجميع دون استثناء، بغض النظر عن مدى اقتراب الناس من نهر الأخلاق الحميدة أو الابتعاد عنه، وسأضرب لك مثلاً بسيطاً.. متى يلتزم السائق بإشارات المرور؟ هل إذا قلت له إنك ستدخل النار إذا تجاوزت الإشارة الحمراء، أم أنك ستدفع غرامة كذا وقد تسجن وفقا للقانون إذا ارتكبت هذه المخالفة؟
إن مشكلة مصر الكبرى تكمن فى الاستخفاف بالقوانين، وكأنها توضع كى تُخرق! هذا الاستخفاف يتحمل مسؤوليته الحاكم الأول، فإذا كان وأسرته ووزراؤه يحترمون القانون اعلم أن النهضة قادمة لا ريب فيها، وأظن أن المشير يدرك ذلك جيداً!