اغلق القائمة

الأحد 2024-05-05

القاهره 09:53 ص

هل كان عبدالناصر سيذبحهم؟

الأربعاء، 07 مايو 2014 06:15 ص

سؤال لافت طرحه السيد «نيوتن» فى مقاله أمس بـ«الزميلة» «المصرى اليوم» نقلاً عن رسالة من المهندس صلاح حافظ، تطالب الرسالة بذبح البقرات المقدسة الثلاث وهى، القطاع العام، ومجانية التعليم، والإصلاح الزراعى، ويتحدث عنهم بوصفهم سبب البلاء الذى يحل بمصر، وأن اختيارات جمال عبدالناصر لهم أدى بكارثة موصولة منذ أن عرفتهم مصر.

هناك ملحوظة أولى تتمثل فى أن الإصلاح الزراعى لم يعد موجودا الآن، وبالتالى فنحن أمام بقرتين وليس ثلاث، كما أن المقال جاء بمعلومات خاطئة عن حجم الأرض التى تم الاستيلاء عليها بمقتضى قانون الإصلاح الزراعى وتوزيعها على الفلاحين المعدمين، حيث يقول المقال: «ناصر أمم مليونا ونصف المليون فدان وزعها على 35 ألف أسرة»، والصحيح أنه حتى سنة 1969 وطبقاً للإحصاءات الرسمية تم توزيع 989 ألفا و148 فدانا على الفلاحين منها 775 و18 ألف فدان كانت لأفراد، و184 ألفا و411 فدانا كانت تتبع بعض المؤسسات المختلفة، والباقى 29 ألفا و755 فدانا حصيلة أراض لطرح النيل.

يترحم المقال على أيام الإقطاع قائلاً: «إقطاع مصر لم يكن شراً كما صور البعض، قد يكون محتاجا لتنظيم ورقابة، ولكن ليس إعدامه وسحقه وتلويث سمعته كما فعل ناصر بهم»، وتلك وجهة نظر بمثابة تزويق للماضى، فلم يقم الإقطاعيون مثلاً ببناء وحدات صحية أو مدارس أو كيانات خدمية فى القرى التى كانت تخضع لإقطاعهم، وكان ذلك تعبيرا عما يعتقدون به وهو الحرص على إبقاء الأوضاع كما هى «أجراء وملاك».
يتحدث المقال عما أحدثه الإصلاح الزراعى من تفتيت للملكية الزراعية، التى أدت إلى انتشار البناء فى الأراضى الزراعية بعد أن يرث فرد من الأسرة قيراطين أو ثلاثة، وتلك رؤية ليست وليدة «إصلاح زراعى»، وإنما وليدة سياسة عشوائية انتهجتها الدولة فى السنوات الماضية، فإذا كان البناء على الأراضى الزراعية خطأ، فماذا فعلت الدولة من أجل الإسكان ومشاكله فى الريف أمام تزايد الكثافة السكانية؟، لم نرَ حلولاً خلاقة فى هذا المجال، أما مسألة نزوح الذين ورثوا قيراطين إلى المدن لأن الميراث لا يف بالحاجة، فهو أمر يتم النظر إليه بعين واحدة، فالريفى الذى يلجأ إلى الهجرة إلى المدينة يضطر إلى ذلك نتيجة عدم وجود فرصة عمل له فى مكانه، ولو كانت الدولة تراعى هذا البعد فتقوم بتحويل الريف إلى كيانات إنتاجية، لما حدثت هذه الهجرة، ومرة أخرى ليس للإصلاح الزراعى علاقة بهذا التدهور، فقد كانت آخر مراحله.

يتحدث المقال عن مجانية التعليم باعتبارها كارثة، لأنها أدت إلى تعيين أعداد كبيرة من المعلمين غير المؤهلين، وتكدس الفصول، وتلك مسألة ليس للمجانية علاقة بها، وإنما هى قضية تخطيط ورؤية لم تعط من سنوات طويلة أى اهتمام للتعليم وتطويره طبقا للمستجدات، والمجانية فى الخمسينيات والستينيات رغم أى سلبيات فيها، قد زودت مصر بقاعدة محترمة من العقول التى شقت طريقها فى الداخل والخارج، واستندت إليها مصر فى انتصار حرب أكتوبر.

اللافت، أنه بينما يأتى المقال على هذا النحو، يظل جمال عبدالناصر هو الأقوى حضورا فى الانتخابات الرئاسية الحالية، فلماذا؟