صالح المسعودى يكتب: الفرق ما بين التنافس والتكالب
الإثنين، 12 مايو 2014 12:08 م
فارق كبير عزيزى القارئ المحترم ما بين التنافس بشروطه ونبله وفروسيته وبين التكالب على السلطة أو للوصول إليها، فكثير منا يسأل نفسه ماذا حدث لهذا الشعب الذى ضرب أعظم المثل فى سرعة التوحد وتكوينه أقوى نسيج متماسك على مستوى العالم رغم اختلافات الثقافات فهم بحق (فى رباط إلى يوم القيامة)، ولكن التساؤل عن حالة الاستقطاب التى يمر بها المجتمع وتأصيل فكرة ترك التنافس والبحث عن التقاتل وأهمية تدمير المتنافس بل وتحويل الأمر من تنافس شريف إلى صراع مقيت.
فشىء طبيعى تماما أن يكون هناك تنافس على السلطة أو المنصب، بل ومن حق أى شخص يرى فى نفسه أهلية الوصول لهذا الكرسى أو (المنصب) أن يعمل ما فى وسعه للوصول إليه فهو حلم مشروع، وشىء طبيعى أيضا أن يكون لديك برنامج تنافس به الغير على هذه المكانة المرجوة، فتجلب إليك عقول وقلوب الناخبين لتزيد من حصيلتك الشعبية التى توصلك لهذا الهدف الذى تطمح إليه.
أما الشىء غير الطبيعى وغير المنطقى هو تحويل الأمر لتكالب على السلطة أو المنصب، فبالتنافس توضع البرامج ونبحث عن الاقتناع، ونصنع كل ما فى وسعنا من أجل أن نخطب ود الناخب الذى نترك له حرية الاختيار.
أما التكالب فهو تحويل الأمر من تنافس شريف يربح فيه من يربح ويحترم منافسه إلى صراع وتقاتل الهدف منه ليس إقناع الناخب بالبرنامج، أو الهدف، بل الهدف هو تدمير الخصم والنيل من سمعته والتفرغ لمهاجمته، والتقليل من حجمه، بل وقد يصل الأمر إلى الخوض فى أعراض المتنافسين فى الوقت الذى لو ركز أحدهم فى برنامجه لكسب ثقة الناخب.
فمن المؤكد أنه من يترك التنافس الشريف ويتجه بفكره المريض إلى الصراع الذى لا طائل منه لا يستحق البتة ثقة الناخب الذى يأمل فى الاستقرار، لا فتح أبواب لصراعات قد تنال من أمنه ورزقه.
إذن.. على كل من يفكر فى الترشح لمنصب أن ينصب تفكيره فى كيفية التنافس الشريف، وبشكل متحضر، ويكون تركيزه على برنامجه وكيفية تحقيقه والسعى لكسب ثقة الناخبين بكثير من المصداقية، وقليل من التزييف والأحلام الوردية صعبة التنفيذ.
ولابد أيضا من استحضار ثقافة النبل التنافسى الذى يمتطى جواد الفروسية بكل معانيها وتصرفاتها، والبعد عن مجرد السب واللعن فى حق المتنافس الآخر، لأن التركيز فقط على تحطيم الآخر، لن يزيد فى حصيلتك عند جموع الناخبين.
