اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 05:15 ص

صورة أرشيفية

المقاطعة والتصويت بالمصالح

السبت، 10 مايو 2014 06:56 ص

فى الانتخابات يختار الناس بين بديلين، وهناك من يختار واحدًا، ومن يرى أن الاختيار ضرورة، وأن تنازل المواطن عن حقه فى الانتخابات يفقده جزءًا من مواطنته. هناك دائمًا قطاعات لا تذهب للانتخابات، لأنها لا تستطيع الحسم، أو لأنها ترفض كلا الاختيارين.. والمقاطعة بناء على موقف قابلة للفهم، وهؤلاء لهم موقف واضح بالرفض أو القبول أو المقاطعة.

لكن لدينا قطاع آخر هو الأكثر حديثًا عن المستقبل والنظريات، ويرفض الانحياز لأى من الطرفين، وفى كل الانتخابات البرلمانية والرئاسية والدساتير لم يذهبوا، وموقفهم غالبًا ليس جديدًا «نحن نقاطع»، ويتخذون موقفهم بأنفسهم أو اتباعًا لغيرهم، وهو الأغلب، وبعض المقاطعة ناتج إحباط واكتئاب، وبعضها يبدو إفراطًا فى الثورية، من وجهة نظر المقاطعين.
وفى الانتخابات الرئاسية هناك قطاع ينوى المقاطعة، منهم بالطبع أنصار الإخوان ومنتظرو مرسى، وهؤلاء لهم وجهة نظرهم الواضحة، ومعهم آخرون يقولون إنهم ضد الإخوان، وضد خارطة الطريق، وضد كلا المرشحين الرئاسيين، السيسى وصباحى.

وغالبًا يعجز هؤلاء عن توسيع دوائر فكرتهم، لأنهم لا يستطيعون تقديم براهين على وجهات نظرهم، وحتى رؤيتهم عن الثورة والديمقراطية والدولة المدنية غائمة ومشتتة، وبعضهم يعرف «ما لا يريد» أكثر مما يعرف «ما يريد»، وبعضهم وهو يبالغ ويتحدث كثيرًا عن الثورة والشعب، كثيرًا ما يبدى احتقارًا للشعب، ولا يراهن عليه، بالرغم من أن الجمهور فى النهاية هو فيصل أى عملية سياسية. وربما كان قطاع من الشباب بين هؤلاء معذورًا، لأنه شارك فى المظاهرات، ولم يخرج من دائرة رد الفعل، وغالبًا ما يقيمون تصوراتهم على استهلاك الأفكار المستوردة، أو أنهم يعانون الإحباط والاستبعاد، وهؤلاء معذورون فى شعورهم بالإحباط.

وهناك بالطبع من يعيشون بين كل هذا، ويكسبون من مواقف ملتبسة، تجدهم تارة مع السيسى، وأخرى مع صباحى، لأنهم يعملون فى مؤسسات ملتبسة، وبالتالى فهم يربحون من هذا الالتباس.

كل هذا تفرضه حالة من الهلامية السياسية، والمصالح التى تحكم مواقف كل شخص، فالناس تختار أحيانًا بعقلها، وأخرى بقلبها، وغالبًا بمصالحها، ودائمًا كان هناك من يربحون من المراحل الانتقالية، أو من يجدون مصالحهم المباشرة مع أى نظام قادم، ومنهم من تكون مصالحه مع المعارضة، وثالث مصلحته مع تمويلات حقوقية، ويتكسب من حالة التصادم، وحتى الأوضاع الاستثنائية، لها ناسها ممن يمكنهم ترويج بضاعتهم.

وربما على المواطن العادى أن يحدد مصالحه، ويكوّن وجهة نظره التصويتية بالنقاط يوميًا، حتى يمكنه الهروب من البقاء تابعًا لمصلحة قد تتعارض مع مصالحه.