اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-10

القاهره 10:53 م

يا عمال العالم.. اتحدوا!

الخميس، 01 مايو 2014 09:00 م

ماذا بقى من هذا الشعار الرنان؟ وكيف يستقبل عمال مصر اليوم عيدهم وهم يكابدون أوضاعًا قاسية، بينما ظالميهم فى غيهم يعمهون؟
عندما أطلق ماركس هذا الشعار قبل قرن ونصف القرن من الزمان، كان العامل ذا ملامح محددة وطبيعة واضحة.. يذهب إلى المصنع ليعمل 16 أو 14 أو 12 ساعة فى ظروف بالغة القسوة، ويتقاضى راتبًا ضعيفا للغاية بالكاد يسد رمقه، أما الرأسمالى – الذى يستغل العامل ويسرق قوته وفقا لماركس – فكان يتسم بصفات خاصة وأهدافا محددة.. فهو يسعى إلى فتح أسواق جديدة لزيادة أرباحه.. ويبتهج إذا زادت نسبة البطالة، لأنه سيقوم على الفور بتخفيض أجر العمال، وإذا اعترضوا طردهم واستعان بغيرهم من جيش العاطلين. والآن.. هل تغيرت المعادلة؟ هل تحقق اتحاد عمال العالم ضد ظالميهم وفقا للتعاليم الاشتراكية؟ وهل عمال العالم الثالث، أو الدول المتخلفة يتعرضون للمظالم نفسها التى تصيب عمال الدول الكبرى أو المتقدمة؟
أما السؤال الأهم فهو.. لماذا أخفق عمال العالم فى الاتحاد من أجل الحصول على حقوقهم؟ هل لأن فكرة اتحادهم غير صالحة للتطبيق بالمرة، أم لأن القوى الرأسمالية تسدد لهم ضربات قاصمة بانتظام، وهى قوى أكثر وعيًا وتنظيمًا وتملك السلطة والنفوذ والمال؟ هل تتعارض فكرة اتحاد عمال العالم مع فكرة الدولة الوطنية، إذ كيف يمكن أن يتحد ويتحالف عامل مصرى مع سورى مع هندى مع برازيلى مع ألمانى، بينما لا لغة مشتركة هناك ولا ثقافة واحدة تجمعهم؟ أم أن المشكلة بأسرها تكمن فى غياب القائد الفذ الذى يملك كاريزما خاصة، قادرة على توحيد نضال العمال ضد ظالميهم مثل لينين وماو؟
هل المصلحة الطبقية أقل تأثيرًا من الشعور القومى؟ بمعنى أن اتحاد عمال العالم يعبر عن مصالح طبقية مشتركة، لكنه يحد من الشعور الوطنى؟ ثم نأتى للاستفهام الخطير.. كيف نستطيع تقديم مفهوم حديث للعامل فى ظل سطوة التكنولوجيا التى أدت إلى تشويش فكرة ما يسمى «بيع قوة العمل» وفقا لتعاليم ماركس ولينين؟
أسئلة قلقة.. لكن المؤكد أن الظلم ما زال يحيق بعمال مصر الشرفاء!