اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 10:12 م

بين الملاك المسالم ومصاص الدماء

الإثنين، 07 أبريل 2014 09:02 م

«إذا لم تحصل على السعادة فاستمتع بالتعاسة أو نكد على الآخرين حتى تكونوا متساوين».. حكمة ملهمة أطلقها أحد الإرهابيين، لذلك يستمتع الإخوان ومؤيدوهم بتعاستنا أو بالتنكيد على حياتنا، بعملية اغتيال أو تفجير أو ترويع أو مظاهرة، فنحن الكفرة الانقلابيون وهم الأبرار السلميون، ولن تفهم أبداً أهدافهم من وراء ذلك. كل ما نخاف منه أن يخرجوا من تلك التهم براءة، فأحد المحامين المسؤولين عن الدفاع عنهم وقف أمام القفص وهو يقسم للقاضى بأنهم مجانين، فلما طلب منه القاضى أن يثبت ذلك، سألهم المحامى (مرسى فين) فردوا فى صوت واحد (مرسى راجع). وظاهرة مرسى راجع لا تقف عند حدود الجماعة أو مؤيديهم أو المخبولين منهم فيهم، فالواضح أن موضوع النكد والعنف أصبح فلكلوراً شعبياً. والسيل الريفى يشهد على ذلك، بعد أن تحول فجأة إلى سيل دم بين عائلتى الدابودية والهلايل، وبدون أسباب واضحة اللهم إلا من طيش المراهقين والصبية والكتابة على الحوائط أو معاكسة البنات. وكانت النتيجة أن يموت حتى الآن 23 من أبناء العائلتين وأنصارهم، وأن يصاب أكثر من خمسين، وأن تحترق عشرات البيوت والمئات من قلوب الأمهات والأبناء الذين فقدوا أبناءهم أو آباءهم. فعن أى بؤس يبحثون؟ وأين العقل والمنطق فيما يحدث! ولماذا أصبح العنف والقسوة والدم حقيقة مؤلمة نعيشها كل يوم فى مصر. فلقد تحولنا من مجتمع مسالم طيب متصالح مع نفسه إلى مجتمع متوحش فوضوى يتربص ببعضه البعض، بلا عقل أو رحمة وعلى أتفه الأشياء. يجب أن نعترف أن الجهل والفقر وتدنى الثقافة وانحطاط القيم والأخلاق الذى عاشت فيه البلاد على مر العقود الماضية كان الطريق الأسود للعنف الذى نعيش فيه الآن، خاصة بعد أن أضيف إليه الانفلات الأمنى والاضطراب السياسى والكساد الاقتصادى الذى ابتلينا به فى السنوات الأخيرة، ناهيكم عن الثورة التى فهمها الشارع غلط، وحولها إلى فوضى وعشوائية واستهتار بكل شىء، إضافة إلى نوعية الإعلام العدائى المستفز الذى نشهده الآن، والقادر على أن يحول أى ملاك مسالم إلى مصاص دماء. لذلك لا تتعجبوا حينما يتحول الخلاف السياسى إلى إرهاب، أو حينما ينقلب الإعجاب إلى تحرش بالبنات، أو حينما تصير مناوشات المراهقين والصبية سببا فى تقاتل العائلات. فالمجتمع المصرى توحش ويحتاج إلى علاج. ولتكن البداية بتطوير التعليم والثقافة، وتنقية الخطاب الدينى، وتطهير الإعلام، وتنفيذ مشروعات قومية تنقذ شبابنا من البطالة والإحباط والضياع.