اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 11:11 م

انتبه.. الشرطة ترجع إلى الخلف

الأربعاء، 16 أبريل 2014 03:02 م

الداخلية ليست فى حاجة للإعلان طوال الوقت عن تفانيها فى مواجهة الإرهاب بكل صوره، بداية بالقنابل المزروعة فى الشوارع، وانتهاء بمهاجمة أقسام الشرطة، وقنص الضباط والأفراد فى أثناء عملهم، أو بناء على المعلومات المتوفرة لدى الإخوان.

والداخلية كذلك ليست فى حاجة إلى اتهام المنتقدين لسلوك بعض ضباط الشرطة فى تعاملهم مع المتظاهرين، وتحويلهم إلى أعداء للوطن، لا يرتفعون إلى مستوى الحرب التى تخوضها الدولة ومؤسساتها ضد الجماعات الإرهابية.

وأكثر ما تحتاجه الداخلية فى هذا التوقيت هو الاعتراف بالأخطاء فور حدوثها، والعمل على تلافيها، والتحقيق فى الأسباب التى دعت إليها، لأن فى ذلك صلاح قطاعات الوزارة المختلفة، خصوصًا تلك المعنية بحفظ الأمن.

أكتب هذه الكلمات على هامش مأساة سقوط الزميل خالد حسين، محرر موقع فيديو 7، الذى تلقى رصاصة حية فى صدره خلال تأدية واجبه فى تغطية مظاهرات طلاب الإخوان داخل جامعة القاهرة.

سقط خالد فى دمه برصاصة من خارج الجامعة، بحسب شهادته هو نفسه، وبحسب الصور الملتقطة التى انفردت بها «اليوم السابع»، وأوضحت آثار إطلاق الرصاص الحى من جانب قوات الأمن باتجاه بوابات الجامعة الحديدية، والسؤال هنا: من أصدر تعليمات بإطلاق رصاص حى على طلاب الإخوان المتظاهرين؟ أم حدث ذلك نتيجة توتر وتصرف فردى من أحد الضباط أو الأفراد؟.. إذا كانت هناك تعليمات بإطلاق الرصاص، فهى كارثة تستدعى تحقيقًا من رئيس الوزراء نفسه، أما إذا كان هناك من بين تشكيلات الشرطة العاملين فى مواجهة الانفلات من لا يتحمل الضغط فى الميادين، ويتعامل بالسلاح النارى، فهذا أيضا يستدعى التحقيق على أعلى مستوى فى وزارة الداخلية.. وإجمالا الرأى العام ينتظر توضيحًا وافيًا يحفظ العلاقة الإيجابية بين الناس والشرطة، ويمنع عودة التنافر والكراهية اللذين كانا يغلبان على علاقة الناس بالداخلية فى عهد مبارك. صحيح أن الزميل خالد حسين بدأ يتعافى من إصابته، لكن الحادث أطلق جرس إنذار بوجود أخطاء جسيمة فى التعامل مع الأبرياء العزل من قبل الشرطة، وهو خطر لو تركناه وتواطأنا عليه سيدفع البلد كله ثمنه غاليا لا قدر الله.