اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 02:21 ص

ابراهيم محلب

احفظوا وعود الحكومة فى الأرشيف

الثلاثاء، 04 مارس 2014 07:49 ص

قابلت وزراء سابقين، عملوا فى حكومات متعاقبة، بعضهم أدى جيدا، وبعضهم خرج دون أن يذكره أحد، بعضهم دخل الوزارة من باب السياسة، وبعضهم لم يكن يعرف قبل أن يكون وزيرا غير الكتاب الذى ذاكر فيه، أذكر مرة أننى قابلت وزيراً من هذا الصنف، وجاءت سيرة أفريقيا وعلاقة مصر بها، فتحدثت بحماس عن محمد فايق (رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان الحالى)، ذكرت دوره البارز فى أفريقيا أيام جمال عبدالناصر، وكانت المفاجأة أن «الوزير» الذى يستمع لى لا يعرف حتى اسم محمد فايق، قد يقول لى قائل: «وفيها إيه يعنى، هو لازم كل وزير جديد يعرف كل الوزراء السابقين»، لكن فساد هذا الرأى ستجده حين تعلم أن أفريقيا كانت ضمن الملفات التى بحوزة الوزير الذى كنت أتحدث معه، وكان لا يمر يوم إلا وتجد تصريحاً له عن العلاقات المصرية الأفريقية.

أخذتنى المفاجأة، خاصة أن «الوزير السابق» لم يتواضع من أجل معرفة ما لا يعرفه، وظل يتحدث عن إنجازاته التى لم تخرج عن كونها أداء عاديا ليس فيه إبداع يذكر.

فى سجل الحكومات يمكنك أن تعود إلى كل تشكيل حكومة جديدة، ستجد التصريحات الأولى واحدة، ستجد وزراء يتحدثون بكلمات تتطابق مع الوزراء الذين سبقوهم، مما يقودك إلى أنه لا شىء تحقق، فمعنى أن يتحدث «الوزير الجديد» عن نفس المشكلة التى تحدث عنها الوزير الذى سبقه، والوزير الأسبق، وهكذا، يعنى أننا مستمرون فى مسلسل فاشل.

ما رأيكم فى أن نجعل من أنفسنا جمعية عمومية، تصنع لكل وزير «أرشيفا» يشمل كل تصريح يذكره، حتى نقارنه بتصريحات الوزير الذى سبقه، ونحاسبه أولاً بأول، ثم نواجهه بما فعل فى نهاية مشواره الوزارى؟

ولتكن البداية بحفظ هذه التصريحات، قالت وزيرة القوى العاملة الدكتورة ناهد العشرى: «الكشف المبكر عن الإضرابات العمالية وحلها قبل خروجها للشارع»، و«المواجهة لا تكون بالمسكنات والحلول تبدأ بالمصارحة والشفافية»، أما الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية فقال: «مهمتنا رصد مشاكل المواطنين وحلها فورا وخطة لتطوير الخبز خلال أسبوع» و«سنعمل على ضمان توصيل الدعم لمستحقيه»، أما وزير التجارة والصناعة منير فخرى عبدالنور فقال: «سنضع رؤية شاملة لتفعيل الخريطة الاستثمارية فى مصر»، أما وزير التربية والتعليم فقال: «خطة عاجلة لإنشاء 1000 مدرسة بالقرى والنجوع المحرومة»، وقال وزير الطيران المدنى حسام كمال: «نسعى لطفرة تخدم التنمية السياحية»، وقال وزير الرى الدكتور محمد عبدالمطلب: «الرى تتحرك دوليا لشرح مخاطر السد الإثيوبى وحل مشاكل المزارعين»، وقال وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب: «مشروع قومى لاكتشاف المواهب، ورعاية إبداع العشوائيات»، وقالت الدكتور ليلى إسكندر: «التنسيق مع المحافظات لدعم النظافة والرفع الفورى للمخلفات»، أما اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية فلا يمل من تكرار وعده بـ«خطة لتطوير كفاءة الأجهزة المحلية».
فلنحتفظ بهذه التصريحات، حتى نستدعيها وقت ذهاب هذه الحكومة، ولو قالتها الحكومة التى تليها سيكون هذا دليلا إضافيا على أنه لا جديد.