اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 07:18 م

ابراهيم عبد العاطى

السادات وفيروس سى والإيدز

الإثنين، 03 مارس 2014 06:58 ص

حالة من العصبية والتشنج والهجوم الضارى والشرس على ابتكار جهاز اكتشاف فيروس الإيدز وفيروس سى الذى أعلن فريق طبى تحت إشراف الجهاز الطبى بالقوات المسلحة دون الانتظار والتمهل قليلا لمعرفة الآراء العلمية من المتخصصين فى مراكز الأبحاث والمعاهد العلمية المصرية والعالمية فى الابتكار الجديد، والدوافع والأسباب وراء هذا الهجوم والانتقاد

وحملات السخرية من الابتكار بالتأكيد لها دوافعها وأغراضها وأبعادها الاقتصادية والسياسية والنفسية أيضا. الأبعاد الاقتصادية والسياسية الدولية معروفة لأن مجرد وجود ابتكار لجهاز أو دواء محلى يفزع مافيا الدواء العالمى والتى ترتبط بمصالح مع مافيا الداخل المصرى

ومجموعة النفوذ السياسى والمالى فى المجتمع المصرى التى تستفيد بالطبع من دورانها فى فلك المافيا العالمية والعابرة بجنسياتها الأجنبية، وتحديدا الأميريكة، حدود الوطنية والدولة المصرية.

لكن هناك بعدا نفسيا لدى بعض المصريين الذين تشككوا فى الابتكار - بغض النظر إلى مدى جدية وصحة الابتكار، وإمكانية نجاحه فى العلاج والاكتشاف - وسيطرة عليهم مشاعر عدم الثقة فى إمكانية إنجاز علمى بأيدى مصرية

واستحوذت عليها مشاعر الضآلة والتقزم، اعتقادا أو توهما منها أن العلم والابتكار والاختراع لصيق فقط بالغرب وبعلمائه، وبمجرد الإعلان عن جهاز أو ابتكار غربى يتم الاحتفاء والتفاخر به حتى قبل التأكد من قيمته العلمية

لكنه هو إحساس «التدنى» الذى يصيب كثيرا من المصريين عند سماع نبأ اختراع أو ابتكار مصرى.فى التسعينيات

كما يحكى الدكتور هانى الناظر رئيس المعهد القومى للبحوث سابقا - توصل فريق مصرى مع الدكتور الناظر لعلاج لمرض الصدفية باستخدام الاستشفاء البيئى بالاستحمام فى المياه المالحة والتعرض للشمس فى سفاجا بالبحر الأحمر بدون أدوية.

ووقتها تعرض الدكتور الناظر وعلاجه لموجة استهزاء وسخرية وتشكيك لم تتوقف إلا بعد التأكد من صحته وفاعليته فى العلاج، ولو كان الدكتور الناظر خضع للابتزاز وحملات السخرية لم استفاد آلاف المرضى فى مصر والعالم العربى من العلاج.

ولو افترضنا وجود الفضائيات وثورة المعلومات وبرامج التوك شو فى بداية السبعينيات، وأعلن الرئيس الراحل أنور السادات قبل حرب أكتوبر أن الجيش المصرى سوف يستخدم خراطيم المياه لهدم السور الترابى على شاطئ القناة الذى روجت إسرائيل بأن قنبلة ذرية لا تقدر على دكه

ماذا سوف يكون رد فعل «المتفلسفين المصريين ومراكز العسكرية العالمية» من الابتكار العسكرى المصرى فى ذلك الوقت؟!.