اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-05-07

القاهره 10:26 م

ابراهيم محلب

«محلب» يبحث عن الحب

الإثنين، 03 مارس 2014 06:54 ص

أقسمت الحكومة الجديدة على أن تؤدى عملها بكل جدية، وأن تحافظ على القانون والدستور، لكن هل يعنى هذا القسم أنها ستعيد الحب؟، ماذا لو كان فى القسم: «سنعمل بكل حب، سنعمل لاستعادة الحب».

المهندس إبراهيم محلب رئيس الحكومة، هو الذى أثار هذه القضية، قال للزميلة «المصرى اليوم» فى عددها الصادر أمس: «بلد ضاع منه الحب»، وأضاف أنه فوجئ بعدد كبير من الشخصيات التى قام بترشيحها لتولى حقائب وزارية لا يقدمون رؤية جديدة، وكل هدفهم الضرب فى زملائهم.

بعد كل ما استمع إليه «محلب» انتهى إلى أن «البلد ضاع منها الحب»، فهل يعد ذلك اكتشافا جديدا؟
هذا المعنى موجود فى كل زمان ومكان، ليس جديدا أن تستمع إلى من يقول لك: «انتهى الحب» و«الناس لم تعد تحب بعضها»، كل من يردد هذا المعنى له زاويته الخاصة التى يتحدث من خلالها، لو ذهب مواطن إلى مصلحة حكومية ولم ينجز مهمته لأنه بلا وساطة، سيقول: «بلد مفيهاش أخلاق، بلد مفيش حد بيحب حد فيها»، لو تقدم شاب إلى وظيفة يستحقها ولم يفز بها

وذهبت إلى من لا يستحقها، سيقول ما قاله محلب: «بلد ضاع منه الحب»، لو طالب أحد بحق له ولم يحصل عليه سيقول: «مبقاش فيه حب، الناس بتكره بعضها»، لو لف مواطن كعب داير من أجل الحصول على وحدة سكنية كى يعيش حياته، ولم يحصل عليها نتيجة عجزه عن تدبير ثمنها سيقول ما قاله «محلب»، لو عجز مريض عن تدبير نفقات علاجه، سيقول ما قاله «محلب».

فى هذا السياق يمكن ضرب عشرات الأمثلة، لكن الأصل فيها، أنها تأتى فى كل زمان ومكان، تأتى مع كل نظام سياسى، فأصحاب الضمير الخرب موجودون فى كل وقت، والذين يثيرون الفتن موجودون فى كل وقت، والذين يعتبرون أنفسهم الأفضل دون وجه حق موجودون كل وقت، لكن هناك مناخا عاما، يجعل هذه المسائل تطفو على السطح أكثر من غيرها.

فى غياب المشروع السياسى الناهض والعادل الذى يلتف المصريون حوله، يقفز حديث الناس عن الممارسات السياسية السيئة من منظور أخلاقى فقط، صحيح أنه لا يجب إغفال البعد الأخلاقى حين نقيّم أى فعل سياسى، وحين نقيم أى شئ يتعلق بمصالح الناس

لكن يجب أن يتم ذلك جنبا إلى جنب مع حقيقة أن البناء السياسى الخرب، يشجع الذمم الخربة على أن تمارس كل أنواع الفساد، والبناء السياسى الصحيح يفرز بناء اجتماعيا صحيح

والبناء السياسى والاجتماعى الصحيح يدفع أصحاب الذمم الخربة إلى التفكير ألف مرة قبل أن يذهبوا إلى جرائم فسادهم.

الفاسد ربما يراجع نفسه حين يتأكد مثلا أن الأجهزة الرقابية تعمل بكل يقظة، وسيراجع نفسه حين يتأكد أن سيف القانون لن يبطله أحد، وسيراجع نفسه حين يتأكد أن لا أحد سيتدخل من أجل إعفائه من أى مساءلة فى حالة الكشف عنه.

فى غياب ذلك كله، لن تكون مفاجأة حين نجد مرشحا لوزارة يتحدث لـ«محلب» عن زملائه المنافسين ولايتحدث عن المستقبل.