اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 04:54 ص

السياسة فى النوادى

الخميس، 27 مارس 2014 06:57 ص

زمان كان هناك إقبال على انتخابات النوادى الرياضية، بينما نفس الناخب الحريص على التصويت فى ناديه أو نقابته لم يكن يذهب إلى انتخابات برلمانية أو غيرها، يعرف أنها سابقة التجهيز. والمثير أن من كانوا يترشحون وينجحون فى النوادى هم من كانوا يديرون علاقات المال والتى تمتد للسياسة، لم تكن النوادى بعيدة عن حسابات المال والسياسة. كانت شبكات المصالح تتقاطع وتتداخل فى كل الاتجاهات.

المفارقة أن النوادى كانت تستقطب الناخبين، بينما السياسة تبعدهم، كانت انتخابات النوادى تجرى بشكل ديمقراطى لكنها كانت تفرز مثل السياسة رجال المرحلة. رجال المال والأعمال. والترتيبات التى ظلت تدور حول نفسها، ولا أحد يعرف هل أفسدت السياسة الرياضة أم أن الرياضة هى التى أفسدت السياسة، أم أن المال أفسد الاثنين.

لم تكن النوادى فى أى وقت بعيدة عن السياسة، وظهرت الصراعات واتخذت شكلا علنيا فى السنوات الأخيرة عندما تحولت نوادى مثل الأهلى والزمالك إلى جبهات للتصارع بين السياسيين. وهى صراعات صنعت أقطابا، وغيرت من اتجاهات التحالفات المختلفة، وهى تحالفات كان يرسمها المال وترسمها السياسة.

كل هذا يجعل الانتخابات التى تحمل شكلا ديمقراطيا، حاملة لفيروسات الفساد والتسلط خارج النوادى. فهل يمكن أن تفرز هذه المرة تغييرا فعليا؟.

والآن نرى نفس الصراعات تأخذ شكلها، ومن تأمل ما يدور فى النوادى، تتكشف الخرائط الأعمق، فى شكل تحالفات لا ترتبط بمصالح النوادى لكنها تعكس تحالفات المال فى النوادى وخارجها، فالتحقيقات التى تجرى مع رئيس النادى الأهلى حسن حمدى، تتعلق بثروته وأعماله وأنشطته، وثروته، التى كانت تتشكل وتتقاطع مع مؤسسة الأهرام، أو دور النشر الأخرى، وهو عالم متشابك. يجمع رجل الإعلان مع رئيس النادى والناشر مع التاجر. والمصالح هى وحدها تتحدث.

وما يجرى فى نوادى مثل الأهلى والزمالك وغيرهما، يشير إلى أن المنافسات تدور بين نفس المعسكرات والوجوه القديمة، والجديد فقط فى الشكل أو الدرجة وليس فى النوع.
نحن أمام اللعبة القديمة بنفس الوجوه، بعد ثلاث سنوات من الاستقطاب والصراع، ربما تكون الصورة أوضح فى انتخابات النوادى التى سوف تكشف عن شكل ما هو قادم. ولو أفرزت جديدا فهذا يعنى تغير قواعد اللعبة. لأن ما يجرى غدا سيكون ترمومترا لما سنراه فى ملاعب السياسة.