اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-10

القاهره 04:41 ص

نحن والحيوانات!

الإثنين، 24 مارس 2014 05:16 م

التحقيق الذى نشرته الزميلة سارة درويش فى «اليوم السابع» أمس، السبت 22 مارس، عن الحالة المزرية لحديقة الحيوان المصرية، أكد أن الإهمال الذى يعانى منه البشر طال الحيوانات كذلك، وأن الإدارة المصرية التى أخفقت فى تسيير شؤون الناس طوال أربعين سنة، تمارس دورها المشبوه فى تدمير الحديقة التاريخية التى كانت ضمن أول خمس حدائق للحيوانات، تم بناؤها فى العالم!
لقد أنشئت حديقة الحيوان فى عام 1891 – أى منذ 123 عاماً – وكانت مزاراً تعليمياً سياحياً ترفيهياً لملايين المصريين والعرب والأجانب المقيمين فى مصر بامتداد عقود طويلة، إذ دأبت العائلات على اصطحاب أطفالها إلى هناك لتقضى اليوم كله فى تأمل سلوكيات الطيور والحيوانات والزواحف، والتمتع بالأشجار السامقة والنباتات النادرة والتصميم الفريد للحديقة. لكن مع تفشى الفساد وغياب فضيلة إتقان العمل فى كل مؤسسات الدولة، نال الحيوان نصيبه من الإهمال، وتعرضت الحديقة لعطب كبير، حتى صارت مرتعاً للفوضى والقبح والقذارة، وبات الحيوان غريباً فى حديقته يعانى اضطراباً نفسياً شديداً!
لا تتعجب، فالحيوانات كائنات تشعر وتحس وتقيم العلاقات مثلنا تماماً، ولك أن تعلم أن الإنسان والشمبانزى يتشاركان فى 98% من الجينات، وهو رقم يؤكد لك مدى التشابه بيننا وبين أشقائنا الحيوانات!
فى كتابهما المدهش (العدالة فى عالم الحيوان.. الحياة الأخلاقية للحيوانات/ صادر عن هيئة أبوظبى للثقافة والتراث عام 2010) يقول المؤلفان مارك بيكوف وجيسيكا بيرس: (إن العدالة تلعب دورًا محوريًا فى المعاملات الاجتماعية بين العديد من الحيوانات، كما أنها ضرورية فى إقامة الصداقات والحفاظ على أواصرها).
المثير أن للحيوانات طرقاً عديدة للحفاظ على النظام الاجتماعى، بما فى ذلك التفاوض المباشر ووساطة الطرف الثالث والتصالح، كما جاء فى الكتاب المذكور، الأمر الذى يجعلنا نخسر كثيراً إذا تجاهلنا عالم الحيوان، وما يضطرم فيه من صراعات وتصالحات ومناورات، لأننا لو تابعناها وتأملناها ودرسناها سنكتشف بسهولة حجم التشابه الكبير بين البشر وبين الحيوانات، وهو تشابه يؤكد وحدة الكائنات الحية.