اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-03

القاهره 07:51 م

صورة أرشيفية

شهداء فى طرق الموت

الخميس، 27 فبراير 2014 03:08 م

عاطف جمال جبر اسم لشاب مصرى من محافظة الشرقية مركز منيا القمح، تزوج من فتاة تعرف عليها من خلال العمل التطوعى بأحد الجمعيات الخيرية التى تساعد الفقراء، وعقب زفافه سافر إلى الإسكندرية لقضاء شهر العسل مثل أى زوجين يبدآن الحياة معا، وبعد أسبوع من عودته تحديدا فى 30 يناير الماضى، لبى دعوة من أهل زوجته لحضور مناسبة عائلية عندهم، وعند عودته فى طريق منيا القمح - الزقازيق وأمام قرية القراقرة، هاجمه بلطجية بهدف سرقة سيارته، لم يكن يشغل بال جمال سوى حماية زوجته، فطلب منها أن تخفض رأسها وتنزل للأسفل بعد أن أشهر اللصوص السلاح فى وجهه، وحاول الإفلات منهم لكنهم أطلقوا عليه رصاصة غدر، اخترقت رأسه لتسيل دماؤه أمام زوجته التى لم يمض على زواجها منه شهر واحد، سالت دماء جمال ليحترق قلب والده الذى قال ودموعه تحرق عيناه: «القصاص من عندك يا رب والعدل من عدالة السماء يا رب، ياريتهم خدوا فلوس أو خدوا العربية أو روحى حتى وسابوا ليا عاطف ابنى الوحيد العريس اللى مش لحق يفرح بعروسته».

أوجعتنى كلمات هذا الأب المكلوم، وتذكرت حادثة الدكتور أحمد عمارة أستاذ طب العيون بالقصر العينى، والذى لقى ربه شهيدا على طريق المحور بعد أن هاجمه لصوص واعترضوا طريقه بواسطة حواجز حجرية، أدت الى انقلاب السيارة ووفاته هو وولده فى الحال، ثم قام اللصوص الذين انعدمت من قلوبهم الرحمة بسرقة محتويات السيارة بعد التأكد من وفاته هو وولده.

لا أحد ينكر حجم الأعباء التى يتحملها جهاز الشرطة الآن مع تصاعد الإرهاب، لكن يجب أن نسير بالتوازى لحماية أمن المواطن وكسر حدة البلطجة والإجرام المتصاعدة، مطالب الناس فى القاهرة لا تختلف عن مطالبهم فى منيا القمح، وكل الأماكن التى عانت من هذا وتتمثل بزيادة دوريات الشرطة الثابتة والمتحركة والواضحة للعيان، وكمائن الشرطة والمرور وسيارات الدفع الرباعى، وتركيب كاميرات مراقبة على الطرق متصلة بالكمائن الموجودة بها مع إنارة الطرق بالكامل، ووجود سيارة مصفحة للشرطة مزودة بضابطى عمليات خاصة على الطرق الرئيسية، ومجهزة بوسيلة اتصال لاسلكية تتلقى بلاغات الاستغاثة من على الطرق، وتلبى بسرعة نداء المواطنين الذين يتعرضون لهذه الأزمات. قد لا يهتم الكثيرون بمثل هذه الحوادث طالما أنها لا تصيبهم شخصيا، ولكن حين يفجعك الموت فى ولدك أو صديقك، ستدرك حجم المرارة التى تحرق قلوب ذوى الضحايا الذين سلبتهم البلطجة أرواح أغلى من يملكون فى هذه الحياة. أتمنى أن نرى خططا سريعة فى حيز التنفيذ على أرض الواقع، حتى يشعر المواطن بالأمان ويتم ردع هؤلاء الأشقياء الذين أفسدوا على الناس حياتهم.