اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 05:42 ص

أكرم القصاص

الأمن.. أزمة السياسة والإدارة

الجمعة، 21 فبراير 2014 07:21 ص

ثلاث سنوات والحديث لم يتوقف عن الأمن وهيكلة الأجهزة الأمنية مع الفصل بين الأمن السياسى والأمن الجنائى.

لكن الرد يأتى بأن الإرهاب مثلا لا يمكن فصله عن الجريمة الجنائية، سواء فيما يخص تهريب السلاح أو سرقة السيارات وقطع الطرقات. كما أن بعض خبراء الأمن يردون أيضا بأن تهديدات الإرهاب قبل ثورة يناير لم تكن مبالغات أمنية، لكنها كانت حقيقة، والدليل أن الإرهابيين الذين أفرج عنهم عادوا ليمارسوا الإرهاب.

لكن من الطبيعى أن يكون هناك فصل بين دور الأمن فى مواجهة الإرهاب، أو الأمن السياسى، وبين دوره فى حماية الممتلكات والأرواح، والأهم دوره فى إعادة الانضباط للشارع ومواجهة فوضى المرور التى تحولت إلى مرض مزمن، وتحتاج إلى مواجهة حقيقية، وليس فقط إعادة وتكرارا لما كان متبعا فى السابق.

قضية المرور لاتخص فقط وزارة الداخلية، لكنها تتعلق بوزارات وإدارات أخرى كالإسكان والكبارى والنقل والمواصلات، وتمثل مشكلة المرور الاختبار الأهم للحكومة كلها وأى نظام، ولا تتوقف عند الزحام والشلل فى الشوارع والكبارى، لكنها تتصل بفوضى عارمة، تشارك فيها أطراف كثيرة، لا تبدأ من الملاكى والنقل والميكروباس، ولا تنتهى عند التوك توك والموتوسيكل، وتتصل مباشرة بالنقل العام وكيفية التخطيط له بشكل يقلل من الضغط على الطرق.

كل هذا يعيدنا إلى ما يطرح عن الهيكلة، وضرورة فصل السياسة عن الإدارة، بحيث تكون مشكلات مثل المرور والعلاج قضايا فنية يخطط لها الخبراء والمختصون، ويضعون لها خطوطها العريضة، وألا يرتبط تقديم الدولة للخدمات والحاجات الضرورية، بسياقات السياسة وتقلباتها. وهو أمر يتعلق بهيكلة الأجهزة الأمنية، ومراعاة فصل الإدارات المتعلقة بالخدمات كالمرور والجوازات والشؤون المدنية عن الأمن الجنائى والأمن السياسى.

كل هذا وغيره يفترض وضعه فى الاعتبار لدى من يتحدثون عن الهيكلة، بوصفها تغيير وجوه أو أشخاص، لأن تغيير الأشخاص، يتعامل مع فروق فردية، لا يمكنها أن تجرى تغييرات فى بنية إدارية قديمة ومتكلسة، وتستعصى أحيانا على التغيير.

كما أنها تتجاهل أن التغيير يصطدم مع مصالح فئات وجماعات تفضل الفوضى وتشارك فيها، بل وهناك من بين دعاة الثورة والتغيير، من يقاوم أو يرفض أحيانا تطبيق القانون، بالرغم من أنهم يضربون الأمثلة بنفس القوانين فى الدول المتقدمة.

وربما لهذا بعد مرور ثلاث سنوات هناك إحساس بأن شيئا لا يتغير، لأن طريقة التفكير نفسها ثابتة، ولا يمكن الرهان على نتائج مختلفة، بتكرار نفس السلوك فى كل مرة.