اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 09:26 ص

محمد فودة يكتب.. مصر تخرج من شرنقة الأزمات.. لمشروع قومى!

الإثنين، 17 فبراير 2014 08:01 م

نفتقد منذ أكثر من أربعين عاماً إلى المشروع القومى الذى تلتف حوله الجماهير المصرية وجموع الشعب والذى يمكنه أن يستخرج طاقات الشباب والأجيال ومواهبهم من مختلف الاتجاهات، ومنذ نجاح ثورة 30 يونيو والشب يرى أن الأمل يعود بقوة فى عودة الروح المفقودة إلى كل أبناء الوطن، أمل فى الخروج من شرنقة الأزمات المتلاحقة والدخول إلى مرحلة الانطلاقة الكبرى فى مجالات الاقتصاد والسياحة وقد بدأ بالفعل تفعيل مشروع قناة السويس بحيث يصبح أحد المشروعات القومية العملاقة التى تعطى يقظة للوطن ولتعافى الاقتصاد القومى. أما زيارة المشير عبدالفتاح السيسى إلى روسيا مؤخراً فكانت انطلاقة جديدة للعبور نحو رؤية جديدة للوطن بعد معاناة سنوات طويلة من الكساد ثم بعد ثلاث سنوات كاملة من الإضرابات الفئوية والاحتجاجات التى عطلت الكثير ونحتاج بعدها إلى بداية عمل حقيقى خاصة أن الشعب المصرى معروف عنه النشاط وهو بعيد عن الكسل ولكنه فقط يحتاج إلى جدية القرار السياسى.. زيارة المشير إلى موسكو حققت فوائد كبيرة ويكفى أن روسيا تدعم المشير السيسى لترشحه لرئاسة مصر.. أما الاتفاقيات التى تحققت بالفعل فكانت توقيع صفقة أسلحة بقيمة ثلاثة مليارات دولار إلى جانب الاتفاقيات الأخرى بشأن القمح والسلع الأساسية التى يحتاجها الشعب المصرى.. وإلى جانب كل ذلك تجىء زيارة السيسى بأكبر أمل لمصر للخروج من التبعية الأمريكية، وكانت الزيارة رسالة قوية لواشنطن وكل دولة تبحث عن مصالحها وتحاول العبث بالإرادة المصرية. واللف والدوران ومحاولات الوقيعة بين أبناء الشعب الواحد من خلال نشر الفتن بينه ومحاولات السعى العابثة للتقسيم فى خريطة الوطن.. لقد وصل الغرور الأمريكى والغطرسة الصهيونية إلى حد أنهما يحاولان تفتيت البلد الواحد.. والمؤسف أنهما نجحا فى أكثر من دولة.. بدأت بالسودان التى قسمت إلى دولتين شمالية وجنوبية.. وبالأمس القريب فى اليمن حيث قسموها إلى ثمانية دويلات صغيرة لكل منها حاكم منفصل عن الآخر. وهى كارثة بشعة لا نعرف مدى استمرارها.. إلا أن الله قد أنقذ مصر بعد 30 يونيو من هذه المؤامرات ليبدأ الوطن مسيرة الإحياء للاقتصاد والأمن والدخول إلى آفاق جديدة مع المشير السيسى الذى يرى الشعب أنه سيعيد كيان وكبرياء الوطن والذى من شأنه عودة مصر إلى سابق عهدها باعتبارها أكبر دولة عربية فى الشرق الأوسط.. ومحور الأحداث العالمية يعود اليوم الاقتصاد للتعافى مع كل هذه الإنجازات خاصة بعد أن اطمأن الشعب على زوال المؤامرات وعودة العلاقات مع روسيا والتى لم تعرف منها مصر سوى الشراكة الشريفة.. فقد ساهمت روسيا فى تقيم وإنشاء وتشييد السد العالى وفى تسليح الجيش فى حرب أكتوبر 1973. ولكن أجمل ما فى هذه العلاقات المصرية الروسية أنها تنطلق من قناعات الشعب وفكره وإرادته وكأنها استفتاء حقيقى.. ولهذا فإن هذه الخطوة ستتوج بالنجاح لأنها تنتصر للشعب أساسا وليست وليدة النخب والمصالح العليا مثلما كانت مصالح الأمريكان مع مصر، اليوم يؤكد الرئيس الروسى بوتين للمشير السيسى أن قرار ترشحه للرئاسة قرار مسؤول وصادق نابع من حبه للشعب المصرى ومن شأنه تأكيد الاستقرار فى الشرق الأوسط وليس فى مصر فقط. لأن السيسى رجل قوى ومصر تحتاج إلى هذا الرجل خاصة فى هذا الوقت الحرج.. روسيا تتفهم طبيعة الشعب المصرى وترصد أحلامه وطموحاته لهذا فإن المرحلة القادمة هى مرحلة الحسم والنشاط لكل مناحى الحياة فى مصر.. المرحلة القادمة تعطى تفاؤلاً للأجيال وثقة فى غد أفضل وسنوات منتجة صالحة للاستثمار ولعودة وطن بحجم مصر، بتاريخه ومستقبله.