اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-10

القاهره 12:19 م

ناصر عراق

ثورة يناير والإخوان!

بقلم : ناصر عراق الإثنين، 08 ديسمبر 2014 03:02 م

قلنا أمس إن ما حدث فى يناير 2011 كان بمثابة ثورة عظيمة، لكنها لم تكتمل، نظرًا لخبرتنا المحدودة جدًا فى علم الثورات، هذا العلم الذى يؤكد أن نجاح أية ثورة مرهون حتما بوصول الثوار إلى السلطة، وهو ما لم يحدث بكل أسف.

لماذا؟ لأن الشعب - والثوار معه - لم يكن يعرف جيدًا ما العمل بعد طرد مبارك من عرين الرئاسة، إذ تم اختزال الثورة الجارفة فى مطلب واحد فقط وهو إسقاط النظام، ولأننا لم نقرأ جيدًا تاريخ الثورات وألاعيب الطبقات الحاكمة، فقد تحايلت هذه الطبقات وخطفت الثورة من الملايين الغاضبة، فاستعاد النظام القديم عافيته بعد أن ضحى - مؤقتا - بمبارك وحفنة من رموز نظامه.

الفصيل الوحيد الذى كان يعرف ما يريد بالضبط فى أثناء اندلاع ثورة يناير المخطوفة، هو جماعة الإخوان، ذلك أنها جماعة منظمة..منضبطة.. تخطط منذ ثمانين عامًا للوصول للسلطة، وقد استطاعت هذه الجماعة أن تخدع ملايين من الشباب المحبط الساذج وتضمه إلى صفوفها، وهكذا استغل قادة الجماعة الغضب الجماهيرى العارم، وراحوا يخططون للاستحواذ على السلطة، وقد نجحوا بالفعل فى 2012!

لكن لأنهم جهلاء بفنون السياسة وبتاريخ مصر وبطبيعة المزاج العام للمصريين، فقد ارتكبوا جرائم وحماقات لا حصر لها طوال فترة حكمهم، الأمر الذى دفع الملايين إلى الثورة عليهم وطردهم من السلطة فى 2013، لكن للمرة الثانية لم نتعلم كيف ننظم أنفسنا فى أحزاب سياسية قوية تعمل بجدية لنشر الوعى الثورى بين الجموع المقهورة.

لذا يجب أن نعى الدرس جيدًا.. وهو أنه لا يمكن لثورة أن تنجح وتحقق أهدافها إلا إذا قادها حزب أو تحالف حزبى متغلغل فى الشارع ومتمتع بالملايين من الأعضاء والأنصار، كما لا يمكن لثورة أن تصل إلى كراسى الحكم دون أن ينبثق منها زعيم وطنى منحاز تماما لملايين الغلابة.

باختصار.. إن ثورة يناير كانت ثورة شعبية بامتياز لكنها لم تكتمل، وقد تآمر عليها الفصيل المنظم الوحيد وهو جماعة الإخوان فنجح فى خطفها مؤقتا، ثم عاد النظام القديم ليطيح بجميع من ثاروا ضده!