اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 10:58 م

الإمام محمد عبده

الإمام محمد عبده.."إنما بقاء الباطل فى غفلة الحق عنه" الإصلاح طريقه طويل

كتب أحمد إبراهيم الشريف الأربعاء، 24 ديسمبر 2014 05:08 م

بعد صلاة الظهر فى المسجد الأحمدى فى طنطا بحث الشيخ عن الولد المشاغب كثير الأسئلة فلم يجده فأخذ راحته فى جلسته وحمد الله وأثنى عليه عندما تأكد بأن الفتى قد هرب من المسجد عائدا إلى قريته الصغيرة فى مديرية البحيرة.

عاد محمد عبده وهو لا ينوى العودة مرة أخرى للدراسة فى المسجد فهم يحفظون ويكررون ولا يفهمون أو يتعلمون.. وكان الأب رجلا فقيرا يعمل مزارعا يطارده دافعو الضراب طوال الوقت فيفر من قرية إلى أخرى، يحلم بأن طفله الصغير هو من يملك القدرة على إنهاء هذا الضياع الذى يملأ الروح.

إنما بقاء الباطل فى غفلة الحق عنه

1871.. جاء جمال الدين الأفغانى إلى القاهرة حينها وجد محمد عبده ضالته التى يبحث عنها فمثل كل الحكايات الأسطورية كان لقاء محمد عبده وجمال الدين الأفغانى، صاحبان فى رحلة واحدة يسعيان إلى الحق يعرفان بأن العالم الإسلامى تتقاذفه أفكار جامدة جفت فى الشمس حتى احترقت لذا كان عليهما إحياء الهمة الفاترة..

لا يكون أحد صادقًا ومخلصًا حتى يكون شجاعًا

فى هذه الأثناء كان الخديو إسماعيل قد وضع مصر تحت مقصلة الدين الأوروبى، مما اضطر الخديو إلى فرض ضرائب باهظة على عامة الشعب، والخديو توفيق لم تكن ظروفه بأحسن حالا من أبيه، وهنا ظهر دور قهوة متاتيا فى صناعة جيل من المثقفين الذين أزعجوا السرايا، فتم طرد جمال الدين الأفغانى من مصر وتحديد إقامة محمد عبده وعزله فى قريته.

1882.. هزم عرابى وسقطت مصر بشكل كامل فى قبضة الاحتلال، وتم القبض على محمد عبده وسجنه وتعذيبه. فخرج من السجن محطم النفس هزيل البدن، يائسا حزينا. شأنه شأن باقى أفراد الشعب المصرى فى ذلك الوقت، وسرعان ما نفى محمد عبده من البلاد لمدة ثلاث سنوات. سافر خلالها إلى بيروت ثم باريس لكى يلحق بجمال الدين الأفغانة هناك.

لا صلاح مع الجهل

من بيروت ومن فرنسا وبعد عودته لمصر لم يتوقف الإمام الإصلاحى محمد عبده عن الصياح فى هذه الأمة الخامدة بحثا عن نهضة تتعلق بروحها وبعقلها، وخاض فى سبيل ذلك الكثير من المشاكل وما زال فكره وإصلاحه حتى الآن يهتدى به الراغبون فى بناء هذا الوطن.