اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 10:18 ص

عمرو جودة

ولكنكم تصنعون الإرهاب

الثلاثاء، 02 ديسمبر 2014 09:03 م

ما زلت أتذكر مطالب القوى الثورية بعد ثورة يناير بمحاكمة مبارك وأركان نظامه بمحاكمات ثورية لا جنائية، وما زلت أتذكر أيضًا خبراء القانون الذين حذروا مُبكرًا جدًا من أن كل قضايا نظام مبارك مصيرها البراءة حسب القانون الجنائى، وما زلت أتذكر أيضًا القيادى الإخوانى عصام العريان، وهو يحذر على شاشات الفضائيات من أن المحاكمات الثورية تسقط دولة القانون وتعيد "محاكمات ثورة يوليو"، التى وصفها بالظالمة، وتمنعنا من استعادة الأموال المهربة.

الآن وبعد مرور ما يزيد عن ثلاث سنوات على ثورة يناير، حصل مبارك وكل رجاله على البراءة، ولم نستيعد قرشًا من الأموال المهربة، وسقط الإيمان بالقانون فى أعماق أغلب الحالمين بتحقيق العادلة فى هذا الوطن، وفوق كل هذا يخرج علينا القتلة والفسدة والمرتشون والمنافقون ليخرجوا لنا ألسنتهم على شاشات الفضائيات، ويتهمون كل الغاضبين من هذا بدعم الإخوان والإرهاب.. يا لوقاحتهم.

الآن عزيزى القارئ أصبحت أنا وأنت وكل من يرفض تبرئة مبارك خائنين للوطن مثل الإخوان، ويجب أن نُحاكم كإرهابيين، أصبحنا فى غمضة عين مجرمين يريدون إسقاط دولة القانون، وكم من الجرائم تُرتكب باسم دولة القانون! إن القانون يا سادة ليس هدفًا بحد ذاته ولكنه وسيلة لتحقيق غاية سامية وهى العدالة، وإذا طُبق القانون ولم تحقق العدالة فإنه يُصبح فاسدًا ويجب تغييره، أو علينا أن نعلنها بصراحة: نحن نطبق قانون "ساكسونيا".

وعندما يُطبق قانون "ساكسونيا" عزيزى القارئ فإن المظلوم يضطَّر إلى الحصول على العدالة بيديه، فتسقط دولة القانون، وتتحول الحياة إلى غابة البقاء فيها للأقوى فقط، هذا هو المصير الذى يدفع رجال مبارك مصر إليه الآن، وهؤلاء من يريدون إسقاط دولة القانون، وهؤلاء الذين يريدون إجهاض الإنجاز الذى تحقق بثورة 30 يونيو، وهؤلاء من يصنعون الإرهاب كما صنعوه من قبل.. فماذا نحن فاعلون؟