اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 02:49 م

لينا مظلوم

أين عقلى؟

بقلم لينا مظلوم الجمعة، 12 ديسمبر 2014 10:06 م

حين يختار بعض المنتمين إلى "النخبة" وشريحة من فئة الشباب، التى نضع عليها كل آمال المستقبل، انتزاع عقولهم من موضعها وزرعها داخل آذانهم، لتصبح وفقا للتعبير "الشكسبيرى" (عقول العامة فى آذانهم).. لا يوجد بديل منطقى فى غياب البرلمان سوى القانون بديلا عن الفوضى والانقسام، شرط تطبيقه على الجميع، لذا لم يكن غريبا ظهور فكرة تشريع قانونى يجرم إهانة ثورة 25 يناير فى مواجهة من اختاروا إغراق عقولهم فى وهم أن إعادة الفوضى وتقديم الفرصة على طبق من ذهب إلى جماعة "طز فى مصر" سيعيد الحقوق إلى أصحابها.

بعض منابر الإعلام مازالت بدورها مستمتعة بالرقص على أنغام الاستفزاز وإثارة الانقسام, حتى أصبح أداؤها يغازل المستوى المتدنى لقناة "الجزيرة كوميدى"! على طريقة كلمات من التراث العربى – مع بعض التحريف- (لكل داء دواء يُستطب به.. إلاّ الحماقة "الإعلامية" أعيت من يداويها) .. بل حتى دون مراعاة آلام ومشاعر من فقدوا أبناءهم، لعل أبرز الإشارات الصادرة عن لقاء الرئيس السيسى مع شباب الإعلاميين تعكس نفس رد الفعل السلبى للمشاهد العادى تجاه الوجوه، التى ظلت تطالعه لسنين كل مساء كى تستعرض نجوميتها امام أضواء الكاميرات، دون أن تعنيها عناصر "هامشية"! مثل جودة البضاعة المفترض تقديمها, اوخطورة العبث بالوعى العام وتغذية الانقسامات، التى تتكرر دعوات القيادة السياسية إلى رأب صدعها، بينما نجحت وجوه شابة- على سبيل المثال لا الحصر- من إذاعة راديو مصر وقناة ( سى بى سى إكسترا ) فى إزالة آثار " الترهل الإعلامى" الذى أصاب وجوها كثيرة فقدت تاريخ صلاحيتها.
بين تراجع لحظات رائعة من التلاحم بهرت العالم بأسره، والدعوات إلى استيعاب شحنات الغضب المشروعة لدى الشباب بدلا من إقصائهم، خصوصا أن الإشارات الصادرة عن الرئاسة لم تنقطع عن دعوتهم، لابد من الأخذ فى الاعتبار عدة عوامل تجعل الواقع المصرى الحالى مخالفا لمناخ الاستقرار، الذى تحظى به دول أوروبا وأمريكا التى تشهد أغلب مدنها موجة مظاهرات واحتجاجات بسبب عنصرية الشرطة مع مواطنيها الآفارقة.. هذه الدول لا تعيش فى الوقت الحالى أزمات اقتصادية خانقة نتيجة توقف عجلة العمل والصناعة لمدة أربع سنوات، ولا تعانى من الانخفاض الحاد فى حجم السياحة، التى تشكل أحد أهم ركائز الاقتصاد.. ولا تضع حقوقها فى التظاهر واللجوء إلى التعبير بطرق عنيفة عن مطالبها فوق تهديدات أمنها القومى.
حق التعبير عن الرفض والغضب ليس نموذج نمطى لتمثال "بوذا" بشكله الثابت, بقدر ما هو حق مقدس قد تأخذ مظاهر التعبير عنه الشكل الحاد أو إطار الحوار السياسى، كل فى موضعه وتوقيته المناسب لواقع الظرف الحالى.