اغلق القائمة

الأحد 2024-05-12

القاهره 02:41 م

ناصر عراق

الحكومة تدخل الجنة!

كتب : ناصر عراق السبت، 08 نوفمبر 2014 03:02 م

فى أول تصريح له على حادث البحيرة الذى توفى بسببه 18 طالبًا ومواطنا صباح الأربعاء الماضى 5 نوفمبر خاطب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أولياء أمور هؤلاء الطلاب الضحايا قائلا: «إن أبناءكم الآن فى طريقهم إلى جنة الخلد وسوف يأخذون بأيديكم إليها إن شاء الله». الأهرام 6 نوفمبر الصفحة السابعة.

لا ريب فى أنها تعزية رقيقة ومهمة من رجل نعتز به ونفخر جميعًا، لكن السؤال.. هل يصبح من حقنا أن نتوجه بالشكر أيضا للحكومات المصرية المتعاقبة لأنها تركت شوارعنا نهبًا للفوضى والإهمال فيموت فوقها الناس، ليصبحوا شهداء مبشرين بدخول الجنة؟

إن غاية كل مسلم من حياته تتلخص فى الحلم بدخول الجنة، والحكومة تيسر على المصريين هذا الأمر، ففى لحظة تستطيع أن تطمئن روحك لأن الفردوس نصيبك إذا توكلت على الله وسرت فى شارع أو طريق فى مصر فدهستك سيارة مسرعة، أو تفحم جسدك من جراء اشتعال أوتوبيس مجنون! الموت هنا سيان، لأن الجنة هى الهدف والأمل، وأنت داخلها داخلها بإذن الله على يد الحكومة!

لكن ما يستحق أن نتحدث فيه هو مصير هذه الحكومة والحكومات السابقة بعد عمر طويل، وهل ستكون الجنة من نصيبها أم لا؟ الذين يؤيدون فكرة أن الحكومة ستدخل الجنة استندوا فى تأويلهم إلى أنها وفرت للمصريين ميتة سريعة.. مباغتة.. حارقة.. جعلت رجال الدين يشفقون على هؤلاء الموتى ويبشرون أهاليهم بالجنة، أى أن الحكومة من حقها أن تنال مكافآت سخية على الدور المحورى الذى تلعبه فى نقل المصريين من نار الأرض إلى جنة السماء فى لمح البصر.

أما الذين يناصبون الحكومة العداء ويتهمونها - هى ومن سبقها - بالإهمال والفوضى والفشل فى إدارة شؤون الدولة، فيقولون إن النار ستلتهم هذه الحكومة لأنها باعت المصريين بثمن بخس فى الشوارع وعلى الأرصفة!

فى اعتقادى لا حل سوى الاستعانة بالخبرات الأجنبية لتخطيط وتنظيم المدن والشوارع، وهو أمر بات ملحًا وضروريًا كى نحافظ على حياتنا بدلا من الموت فى الشوارع، حتى لو أدى الأمر إلى حرمان الحكومة من دخول الجنة!