اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 06:31 م

أكرم القصاص

هالووين.. هو احنا ناقصين؟

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2014 06:46 ص

هل نحتاج للاحتفال بعيد «الهالوين» وهل نحتاج لاستيراد الرعب من الخارج، بينما لدينا مايكفى من رعب؟.. منذ سنوات قريبة بدأت تظهر فى مصر عادات الاحتفال بالأعياد والاحتفالات الغربية، مثل عيد الحب الأوروبى، أوعيد الهالوين أو الرعب. وهو الذى كان الأسبوع الماضى.. كانت مثل هذه الاحتفالات تتم فى السفارات أو المدارس وبعض السفارات الأجنبية، وخلال السنوات الأخيرة بدأت احتفالات الهالوين فى مصر، تأخذ شكلا عاما إلى حد ما.

الهالووين «Halloween» أو عيد القدّيسين احتفال آخر يوم فى أكتوبر كل عام. فى أمريكا وكندا وبريطانيا وأجزاء أخرى من العالم.. وأيرلندا حيث تعود جذوره، ويصادف احتفال المسيحيين بعيد القديسين. ويتم الاحتفال بالخدع، وارتداء الملابس الغريبة والأقنعة، وتروى القصص عن جولات الأشباح ليلا. وتعرض التليفزيونات ودور السينما أفلام الرعب، مع تزيين البيوت والشوارع بالقرع والألعاب المرعبة والساخرة.

قبل سنوات انتقل الاحتفال إلى مصر، وأصبح عادة أساسية فى بعض البيوت والمدارس. وعلى مواقع التواصل «فيس بوك وتويتر»، ينشر كثيرون صورهم وعائلاتهم، وهم يرتدون الملابس المرعبة، ويضعون على وجوههم «ماكياج» مُرعبا. وكالعادة اعتبره البعض دخيلا على الثقافة العربية والإسلامية والمسيحية الشرقية، بينما اعتبره البعض نوعا من التفاهة والتشبه والنقل بلا عقل، لكن هؤلاء لم ينتبهوا إلى أن نقل هذه العادات جزء من ظاهرة العولمة، والتأثير المتبادل فى العالم، والذى أسقط الحواجز، فى مصر ربما يرى البعض الأمر محاولة لخلق حالة فرح، والتجمع فى مناسبات احتفالية، وهو أمر لايتجاوز محاولة الترويح عن النفس.

بينما أخذ البعض قضية الهالوين وعيد الرعب بشكل ساخر، وقالوا إذا كان الأوروبيون والأمريكان يحتفلون بالرعب مرة فى العام، فنحن نعيش الرعب بشكل يومى على الطرقات السريعة والبطيئة، حيث يتحول التوك توك والميكروباص والنقل إلى رعب، ناهيك عن رعب الإرهابيين وجماعة داعش التى تجاوزت فى دمويتها، وسكنتها روح الشر بشكل تام. وإذا كان العالم يحتفل يوما واحدا بالرعب والأرواح الشريرة، فالأرواح الشريرة لدينا تتقافز علنا، وتتباهى بالقتل والحرق والذبح.

وإذا كان العالم يحتفل بالرعب يوما واحدا، فالرعب عندنا مستمر طوال العام، ففن الرعب عندنا لايحتاج إلى «الهالوين» الذى يبدو مجرد لعب عيال. فهناك بشر عاديون يرتدون وجوها مرعبة، بينما عندنا الرعب يلبس وجوها عادية.