اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 08:18 ص

محمود سعد الدين و وائل الإبراشى

محمود سعد الدين يكتب: خطايا وائل الإبراشى.. ظن أنه سيضرب عصفورين باستضافته محمود شعبان فخسر قيمته وأكد انحيازه للإعلام الأصفر.. وانتهت الحلقة بغسيل سمعة شعبان واتهامه للإبراشى: "أنا عارف إنك هتسلمنى"

الإثنين، 24 نوفمبر 2014 05:53 م

ظن الإعلامى وائل الإبراشى باستضافة الشيخ محمود شعبان أنه سيضرب "عصفورين بحجر واحد"، سيكسب مشاهدة أعلى ويوقع شعبان فى "الفخ".. كسب الإبراشى المشاهدة، ولكن خسر قيمته الإعلامية ووقع هو فى "الفخ"، وانتهت الحلقة بخروج شعبان كـ"بطل"، دافع عن نفسه بكل قوة وبرأ نفسه من الاتهامات الموجهة إليه، وظهر كما لو أنه لا يخشى الأجهزة الأمنية، بل وضرب "كرسى فى الكلوب" بانسحابه من الحلقة وإحراج الإبراشى بعبارة "أنا عارف إنك هتسلمنى أنا جاهز ومعايا شنطة هدومى".

حلقة وائل الإبراشى مع محمود شعبان نموذجا للإعلام "الأصفر"، عندما تكتمل أركانه، إعلام يقدم الإثارة على حساب قضايا الوطن ولا ينتبه أبدا لما ينفع الناس ويمكث فى الأرض.. بالمنطق وبالعقل لو أجرينا تحليلا أوليا للحلقة:

1- ليس هناك أى سبب مقنع لاستضافة محمود شعبان، هو وجه غير مقبول، ارتبط مع المصريين بعبارة "هاتولى راجل"، وسيرته تعيد للأذهان ذكريات قبل 30 يونيه باعتباره الضيف الرئيسى على قناة الحافظ الفضائية - المنبر الإعلامى الأول للإخوان - وصاحبة فتاوى التكفير الشهيرة على الهواء.

2- استضافة محمود شعبان على قناة دريم أكبر غاية يتمناها، لأنه سيظهر على الهواء فى قناة خاصة يدافع عن نفسه، ويبرئ ذمته من كل الاتهامات المنسوبة إليه من التحريض على العنف والدعوة للإرهاب، وهو ما تم بالفعل.


3- إدارة وائل الإبراشى للحلقة كانت أسوأ ما يكون، لأنه لم يعد الحلقة جيدا، لم يجهز عشرات الفيديوهات على يوتيوب عن دعوات التحريض التى نشرها محمود شعبان، أو حتى العبارات التى كان يصف بها القضاء المصرى والمحكمة الدستورية وباقى أجهزة الدولة وفتوى قتل قيادات جبهة الإنقاذ، واكتفى وائل بإعداد فقير لفيديوهات ضعيفة، فندها شعبان بكل سهولة.

4- بعد 15 دقيقة من بداية الحلقة بدأت ردود الفعل السيئة على مواقع التواصل الاجتماعى، الجميع يلوم "الإبراشى" على استضافة شعبان وإعطائه الفرصة الكاملة على الهواء مباشرة للحديث بكل حرية، وهنا الأمر كان تحت وصف "اللوم والعتاب"، ولكن الإبراشى استمر فى البرنامج دون اتخاذ قرار بالتوقف، وحاول معالجة الأمر بإجراء مداخلات تليفونية مع وزير الأوقاف ومحمود بدر.

5- الثابت أن كل المداخلات كانت فى الأساس توجه النقد التام للإبراشى على استضافته شعبان، ولكنه استمر سعيا وراء "المشاهدة الأعلى والإثارة"، حتى جاءت مكالمة الأستاذ مفيد فوزى بمثابة الضربة القاضية "للإبراشى"، قال فوزى: "عيب عليك يا أستاذ وائل تنيمنا مغمومين، ليه عايز ترجعنا للأيام السودا وتفكرنا بيها"، هنا كان أمام الإبراشى فرصة جوهرية لإنهاء الحلقة وحفظ ماء الوجه، ولكنه استمر سعيا وراء "المشاهدة الأعلى"، وأغراه عبارة أحد المعدين "مصر كلها بتسمعنا يا أستاذ"، دون أن يفسرها بسعادة الجمهور أم بغضبهم من الحلقة.

6- فى الجزء الأخير من الحلقة، فشل الإبراشى فى توجيه أسئلة قوية لمحمود شعبان، فى المقابل نجح شعبان فى استغلال الظهور الإعلامى بكل قوة، وتحدث عن كل ما يريد وفى اللحظة المناسبة، حمل أوراقه وحقيبة ملابسه وغادر الاستديو تاركا الإبراشى فى حيرة من أمره، فلا الإبراشى نجح فى لعب دور المحاور العظيم، ولا نجح فى إيقاع شعبان فى "الفخ".

7- مشهد النهاية كان لصالح محمود شعبان بإمتياز، خرج من الاستديو ليجد الأمن فى انتظاره، وانتشر خبر القبض عليه، فأصبح شعبان بطلا فى وسائل التواصل الاجتماعى حتى أن البعض أطلق عليه قائد "غزوة وائل الإبراشى"، وما كان من الإبراشى إلا أن تدخل واتصل بوزير الداخلية، طالبا الإفراج عن شعبان، لينفى عن نفسه تهمة تسليمه للأمن بعد الحلقة.

8- لم يستمر احتجاز شعبان أكثر من 10 دقائق، وأسدل الستار.. وبقى وائل الإبراشى أمام 3 حقائق:

الفائز الوحيد هو محمود شعبان والخاسر هو وائل الإبراشى، والمجنى عليه هو الجمهور المصرى.

أخيرا.. الإبراشى، راهن على "الترافيك" ببرنامجه حتى اللحظة الأخيرة، ففقد قيمته الإعلامية مع كل دقيقة قضاها محمود شعبان على الهواء، قضى على مجهود إعلامى طويل ساند فيه ثورة 30 يونيه، قضى على مجهود إعلامى ناقش فيه قضايا وطنية تمس المواطن المصرى.

خطأ الإبراشى، لا يغتفر، وجريمته ليست فى حق نفسه، ولكن فى حق الجمهور ومن قبله الوطن.