اغلق القائمة

الجمعة 2024-05-10

القاهره 07:30 م

ناصر عراق

السيسى ودعوة الشباب للمشاركة

بقلم ناصر عراق السبت، 04 أكتوبر 2014 10:17 م

فى كلمته بمناسبة احتفالات أكتوبر قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: «إذا كنا حريصين على نجاح تجربتنا فلا بد من مشاركة الشباب، وأطالب القوى السياسية والأحزاب بدفع الشباب للمشاركة».

هذا قول صائب ودقيق لا ريب، فالأمم لا تنهض إلا على أكتاف الشباب، والشعوب لا تتقدم إلا إذا تبوأ الشباب مكانا متقدمًا فى الصفوف الأولى، ولكن المشكلة التى عانينا منها ولا نزال، تتمثل فى وجود معوقات كثيرة تعرقل إقدام الشباب على المشاركة السياسية منها ضيق أجهزة الأمن بالعمل السياسى البعيد عن هيمنة السلطات الرسمية، ليس الآن فحسب، بل منذ عقود طويلة، وما تجربتنا مع أجهزة أمن مبارك ببعيدة، فقد اتخذت هذه الأجهزة موقفا حادًا من كل الأحزاب الرسمية الصديقة للنظام أو المناوئة له، حتى بات العمل السياسى فى زمن مبارك بالغ البؤس.. شاحبا لدرجة مخزية، الأمر الذى جعل الناس تنفر من السياسة والسياسيين لأنهم لم يروا من هذا العمل سوى البطش والتنكيل وقطع الأرزاق!

يجوز القول أيضا إن هناك خلطا فى مفهوم مصطلح «العمل السياسى» وما هو طبيعته؟ وهل إذا انضم الشباب إلى أحزاب سياسية معارضة سيتلقون الرعاية والاهتمام، أم أن مصيرًا موجعًا ينتظرهم؟ ثم ما هى حدود المشاركة؟ وهل سيسمح «الكبار» للشباب بالتواجد والحضور وإبداء الآراء أم أنهم سينهرونهم ويتعالون عليهم إذا خالفوهم فى الرأى؟

كل هذا كوم، وتحديد ما هو «العمل السياسى» بالضبط كوم آخر، فالسياسة علم مثل علوم الكيمياء والفيزياء والرياضيات واللغة فى حاجة إلى دراسة عميقة وقراءات متنوعة، فلا يمكن لشاب أو كهل يعى أمور السياسة دون أن يلم بالتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والدين، ولا يمكن لأحد أن «يفهم فى السياسة» دون أن يطالع ما تيسر من الفلسفة والأدب والفن حتى يتمكن من استيعاب مشاعر الشعب وأحاسيسه، فهل أعدت الأحزاب مدارس لتعليم الشباب أصول السياسة والتظيم الحزبى؟ وهل سينتبه «واضعو المناهج السياسية» إلى ضرورة أن تتضمن هذه المناهج إطلالة معمقة على صراعات القوى الكبرى وطمعها فى الاستيلاء على مصر وأخواتها؟

حقا.. يجب مشاركة الشباب فى السياسة.. لكن كيف؟