اغلق القائمة

السبت 2024-04-27

القاهره 09:00 ص

عادل السنهورى

تونس ومصر.. مرة تانية

بقلم عادل السنهورى الخميس، 30 أكتوبر 2014 10:36 ص

مازلت متمسكًا برأيى فى أن ما حدث فى تونس «ديمقراطيًا» وبصناديق الانتخابات فى الانتخابات التشريعية الأخيرة، هو تعبير بشكل آخر عما حدث فى مصر «شعبيًا» فى 30 يونيو، فالهدف كان واحدًا، والرغبة والإرادة الشعبية فى مصر وتونس تلاقت فى ضرورة إزاحة الإخوان ومشروعهم الاستيطانى والإقصائى، وإلا فما تفسير الغضب الشعبى فى البلدين من الإخوان، والتراجع عن منح الفرصة للجماعة فى الصعود للسلطة، والهيمنة على البرلمان فى التجربة الأولى فى مصر، وفى تونس أيضًا.. الشعب المصرى منح الإخوان «فرصة العمر» بعد ثورة 25 يناير، وكان لدى الكثيرين رغبة حقيقية فى نجاح الإخوان فى إدارة شؤون البلاد، وتنفيذ برنامجهم فى «النهضة» والتنمية، لكن أهدروا الفرصة، وبدأوا على الفور فى إظهار الوجه الحقيقى فى الاستحواذ والإقصاء والمغالبة والاستبداد والتعالى على المصريين، وبدوا كأنهم من الأغيار، و«جماعة الله» المختارة العابرة للوطنية، وغير المؤمنة بفكرة الدولة وبالمشاركة، رغم تصريحاتهم الناعمة والخادعة، فجاء رد الشعب فى البداية بإجراء انتخابات رئاسية جديدة، ورفض الإخوان فجاء الرد بالثورة والعزل.

فى تونس، اكتسح الإخوان الانتخابات فى المرة الأولى، وحصلوا على الأكثرية، وكانت كلماتهم دائمًا بأن التجربة الإخوانية تختلف عن مصر، وأن إخوان تونس يؤمنون بالتغيير السلمى وبالتعددية وبتدوير السلطة. الشعب التونسى لم يغب عن باله ووجدانه ما يجرى من الإخوان فى مصر، وما يجرى من الإرهابيين فى تونس، والاغتيالات التى قام بها من ينتسب لتيار الإسلام السياسى لشخصيات وطنية تونسية، مثل المناضل شكرى بلعيد، ومحمد البراهمى وغيرهما، علاوة على الأعمال الإرهابية ضد الجيش والشرطة والشعب فى تونس، لذلك جاء الرد «ديمقراطيًا» فى تونس بإزاحة الإخوان، وخلعهم، واستعادة تونس بوجهها الحضارى وتراثها الليبرالى والمدنى من أيدى أعداء الحضارة والإنسانية والذوق والجمال.

الإخوان يتباكون الآن، ويحاولون مواراة الخيبة والهزيمة والفشل فى مصر وفى تونس، ويحاولون التخفى بقناع الديمقراطية الزائف، وأن تجربة تونس تختلف عن مصر.. وأقول لهم «موتوا بغيظكم»، لا فارق طالما الهدف والغاية واحدة، لن تفلح كتائبكم الإلكترونية فى إقناع المصريين بأن «ثورة الياسمين» ديمقراطية وأن «30 يونيو» انقلاب، فقد سقط القناع عن القناع، وسيلاحقكم الفشل أينما كنتم، و «تحيا مصر».. و«تحيا تونس».