اغلق القائمة

الأحد 2024-04-28

القاهره 12:55 ص

صورة أرشيفية

أحمد أيمن يكتب: "قولى ألاقى مصر الحلوة فين يا عم الحاج"

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014 08:00 ص

أخبار قرأتها فى أسبوع واحد كانت كفيلة بأن تشعرنى بالفزع مما يحدث فى المجتمع المصرى الآن ومن الظواهر التى بدأت تتشكل به.

عناوين بالصحف كفيلة لتثير حفيظة أى إنسان يقرأها: "أب يقتل ابنته ذات الـ4 سنوات".. "أم تقتل ابنها".. "زوج يقتل زوجته ويقطعها بالمنشار".. "معلم يهتك عرض 8 فتيات بالمدرسة".. و"مجموعة من الشباب يتناوبون على اغتصاب فتاة".

كيف وصل المجتمع المصرى لهذه الدرجة من البلادة والسكوت على مثل تلك الفظائع وكيف تشكلت تلك الكوارث من الأساس.

إننا نحتاج لآلاف من الفلاسفة والمفكرين والمنظرين ليدرسوا ماذا حدث بمصر، وفى رأيى تعود أسباب هذا الأمر لعدم وجود كتاب ناصح أو سينما مرشدة أو مسرح مستنير ليقدموا للمجتمع الدعم النفسى والسوية الروحية الكافية التى تحافظ على إنضباط المجتمع المصرى.

ورسالتى إلى الدولة أنه عليها أن تلتفت لمنظومة الإصلاح الأخلاقى والثقافى لتهذيب النفس المصرية أن أى تنمية فى مصر لن تحقق ثمارها وستضيع جهود المصلحين هباء، فالمجتمع غير السوى لن يحسن استعمال موارده وبالتالى ستنضب وتستهلك فمجتمع بتشوهات اجتماعية وأخلاقية كسفينة بدون ربان لا تستطيع التوجه لأى جهة.

وهنا يأتى دور المجتمع المدنى عليه أن يتحرك على الأرض ويضع خططا وبرامج حقيقية لمعالجة المشاكل والعيوب الاجتماعية التى ظهرت بالمجتمع وعلى الفاعلين بهذا المجال أن يضطلعوا بدورهم للحفاظ على هذا المجتمع قبل أن ينهار إلى الأبد.

على السينما أن تتوقف عن الإسفاف.. على المسرح أن يعود ليقود مسيرة التهذيب بالمجتمع.. على الكتاب أن يعلو صوته فلا يضاهيه صوت.. على الإعلام أن يتوقف عن المهازل التى تعرض على بعض شاشاته وعلى المستنيرين داخله أن يدفعوا دفعاً نحو إيقاف المخربين داخل المجتمع من أبناء الأسرة الإعلامية.

لقد كان خطأنا جميعا عندما تخلينا عن الثقافة من أجل "الفهلوة".. لقد كان خطأنا عندما همشنا دور المسرح وتركناه يضيع بين براثن الإسفاف.. لم يحدث ذلك فى الماضى لأن الناس كانت مدركة لقيمة الثقافة وتحب الاستماع لأحمد بك شوقى وحافظ إبراهيم و بيرم التونسى، كان الناس يتجمعون حول المذياع الخميس الأول من كل شهر لسماع أغنية السيدة أم كلثوم، كانوا يستمعون إلى ألحان الموسيقار العظيم محمد عبد الوهاب ويعشقون تمثيل يوسف بك ووهبى ومحمود المليجى وإسماعيل يس وغيرهم، لكن اليوم الناس تجتمع فقط على اهتزازات "أرمينية" ويثير شغفها بذاءات ممثل البلطجة فى أفلامه السينمائية، وتم استبدال "دقت ساعة العمل الثورى" بأغانى الحشيش والإيحاءات الجنسية، لصالح من لا أدرى.

عندما نعود للطريق الصحيح سنجد مصر، أما اليوم فمصر غريبة عن أصلها وثقافتها، فالنظافة خلق، الاحترام خلق، الإيجابية خلق وكلها نفتقدها، أفيقوا يرحمكم الله قبل فوات الأوان.