اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 01:23 ص

دينا شرف الدين

هى ثورة ولا مؤامرة؟

بقلم دينا شرف الدين الجمعة، 24 أكتوبر 2014 10:59 م

أراقب باهتمام بالغ واندهاش أبلغ ما يدور من مهاترات وحوارات ساخنة بين المصريين قد تصل فى كثير من الأحيان إلى حد العراك وتبادل الاتهامات حول كون ثورة يناير مؤامرة محكمة أم ثورة شعبية خالصة!

ألم يتوصل أحد العقلاء إلى صيغة للتفاهم بين هاتين المعسكرين المتناحرين، واللذان قد غلف نزاعهما التخوين؟

هل يليق بالمصريين هذا المظهر غير الحضارى وهذا السلوك الذى لا يجب أن يسلكه كل من عاصر تجربة عريضة عميقة، قوامها ثورتين عظيمتين فى ثلاث سنوات؟

ما زال الجمود الفكرى متمكناً من عقول الكثيرين، لاغياً لإعمال العقل والتفكر وتدبر الأمور حسب ما يستجد من متغيرات كثيرة!

فمعسكر ثوار يناير: متشبسون برفض أى شبهة لمؤامرة خارجية قد تكون أحيكت لاستغلال حالة الغليان الشعبى التى استشرف المتآمرون أنها على أهبة الانفجار، وتصدر جمود أفكارهم وعدم قابليتهم لتفهم حقيقة الأمور كافة حلقات النقاش!

أما معسكر يونيو: فقد تشبث هو الآخر بنظرية المؤامرة البحتة فى ثورة يناير، وبادر بإعلان العداء والتخوين الذى وصل إلى حد الإتهام بالعمالة لكل من شارك بثورة يناير على الإطلاق!

ولم لا يكون هناك مزيداً من المرونة فى الفكر، ومزيداً من رحابة العقل واتساع الصدر فى تقييم الموقف؟

كانت هناك مؤامرة على المنطقة بأسرها وبالطبع كانت مصر فى أولوية الاهتمام، كان هناك عملاء وخونة وممولون ومتدربون فى بلدان أخرى على هدم نظام الدولة، كان هناك من باع ضميره ووطنه من أجل حفنة دولارات- إلى آخره.

لكن كل ما ذكرته لا يعنى أنها لم تكن ثورة شعبية كبيرة خرج فيها الملايين من المصريين الشرفاء الذين سنحت لهم فرصة التعبير عن آرائهم دون قيد والإعتراض على نظام قمعى مكمم للأفواه قوامه عقود!

وإن لم تخرج هذه الملايين الجارفة التى أطاحت بكل المؤامرات وغربلت كل الخونة، وجعلتها ثورة بكل ماتحمله الكلمة من معنى، فلم تكن!.

كذلك كل من خرج فى ثورة يونيو رافضاً حكم الجماعة الخائنة، منتفضاً لإنقاذ ثورته السابقة ممن سرقها وانتزعها لمصالحه الشخصية، مستعيناً بالله وبجيشه الوطنى الذى لبى النداء وانحاز لإرادته مثلما انحاز لها من قبل، فكانت النتيجة ثورة عظيمة لتصحيح أخطاء الموجة الثورية الأولى وتصفيتها من الخونة والمتآمرين.

أرى أن الموقف بات واضحاً بما لا يدع مجالاً لكل هذا التناحر والصدامات التى لا أجد لها أى تفسير منطقى!!
فلم أكن يوماً ومن معى من أسرتى وأقاربى وأصدقائى من المممولين ولا المتآمرين حينما خرجت لأثور على استبداد و فساد نظام مبارك، كما لم أكن ومن هم مثلى، ممن تمت تسميتهم بالفلول المستفيدين من ثورة يونيو، ولم يكن لى ولملايين غيرى أية مطامع ولا مصالح فى هذا أو ذاك!

ولم هذا التشرذم والتعسكر الذى يحاول من خلاله كل المتخاصمين ومن أسموا أنفسهم رواد ثورة يناير أو رواد ثورة يونيو، بث الفرقة والخلاف بين أبناء مصر فى توقيت نحن أحوج ما نكون فيه لرأب الصدع ولم الشمل؟

بنى وطنى: نحّوا خلافاتكم جانباً، ولا تخذلوا مصر.