اغلق القائمة

الإثنين 2024-04-29

القاهره 01:14 ص

مباراة مصر وبتسوانا

د.يسرا محمد سلامة تكتب: ثقافة الاعتماد على الغير

الإثنين، 20 أكتوبر 2014 01:59 م

بعد أحداث مباراة مصر الأخيرة مع بوتسوانا، تناثرت العديد من الأخبار حول موقف مصر فى مجموعتها التى تضم معها تونس والسنغال، خاصةً بعد الهزيمة التى ألحقتها تونس بالسنغال فى نفس ليلة فوز مصر، وتزايد فرص مصر فى الوصول إلى نهائيات أمم أفريقيا – فى حالة فوزها على السنغال – وتصريحات مدرب بوتسوانا بأنه سيفعل كل ما بوسعه لإيقاف تونس والسنغال من أجل مصر؛ لأنها على حد قوله "تستحق التأهل".

وبعيدًا عن حساب النقاط فى المجموعة، وبعيدًا عن كرة القدم بشكل عام، ألحّ علىّ سؤال، إلى متى سنظل نعتمد على الغير من أجل تحقيق أى إنجاز؟!!، إلى متى سينعدم الدافع لدينا ونظل ننتظر الفرصة الأخيرة التى تجعلنا نلحق بالركب؟!!.
مصر البلد الوحيد على مستوى الوطن العربى وأفريقيا التى تمتلك إمكانيات بشرية وطبيعية لا مثيل لها، مصر البلد الوحيد فى العالم التى تمتلك مقومات اقتصادية عالية المستوى، وتحديدًا فى السياحة – لوجود ثلث آثار العالم بها – وفى الزراعة – لوجود نهر النيل بها – وفى التجارة – لوجود قناة السويس والبحرين الأحمر والمتوسط بها أيضًا – مشكلة المواطن المصرى تنحصر فى عدم وجود الحافز، فى عدم قيامه بالعمل المنوط به إلا على آخر وقت، ليوقع نفسه تحت ضغط شديد من أجل سرعة إنهائه، دون النظر إلى جودته، المهم أنه ألقى بالعبء المُلقى على كاهله وكفى.

إذن فالمشكلة تكمن فى الأساس فى الفرد، الذى يُعد المقوم الرئيسى فى إدارة عجلة الإنتاج، العيب فى ثقافة الإنسان المصرى فى تفضيله الاعتماد على غيره فى إنجاز العمل بدلاً من قيامه هو بالعمل بنفسه، حتى لو رجعنا مرةً أخرى إلى عالم كرة القدم سنجد منتخبنا لا يقوم بالعمل على أكمل وجه إلا لو تم وضعه تحت رحمة غيره، بعد أن يكون قد استنفذ كل الفرص التى أُتيحت له من أجل تحقيق الانتصارات، والأدهى من ذلك أنه لا توجد لدينا القدرة فى إدارة أى أزمة تلحق بنا، حتى بعد حدوث الأزمة نظل نُكرر نفس الخطأ ولا نتعلم كيفية أخذ الاحتياطات اللازمة قبل حدوث المشاكل، لكى نتصرف بالشكل الملائم قبل وقوع الكارثة.

لا أدرى ما الحل فى تغيير مفهوم هذا الشعب؟!!، لا أدرى ما الحل فى إحلال وتبديل ثقافة اعتمادنا على أنفسنا، مكان ثقافة الاعتماد على الغير، فنحن لا تنقصنا الإمكانيات ولا الموارد، ولا المقومات الذهنية، نحن بحاجة إلى صحوة تجعلنا ندرك أننا عند اللزوم يُمكننا تحمل المسئولية بكل ما تحمله الكلمة من معنى دون تقصير، ولنا فى الخبرات المهاجرة العظة والعبرة، فهم هناك يتم الاعتماد عليهم تمامًا ولا يُقصروا أبدًا ولا يبخلوا بجهودهم وقدراتهم من أجل إثبات أنفسهم وتحقيق ذاتهم، فلماذا لا يُمكننا عمل ذلك على أرضنا، وبين أهلنا لكى تعم الفائدة على الجميع وننعم بحياة رغدة، تجعلنا نُحقق الانتصارات والإنجازات على جميع الأصعدة وفى كل المجالات، علينا فقط أن نبدأ بأنفسنا فإن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم.