اغلق القائمة

الثلاثاء 2024-04-30

القاهره 08:05 ص

يوسف أيوب

البشير فى القاهرة اليوم.. واعتذار القناة الأولى

يوسف أيوب السبت، 18 أكتوبر 2014 10:23 ص

اليوم يبدأ الرئيس السودانى عمر حسن البشير زيارة للقاهرة تستمر ليومين يصفها السودانيون بالتاريخية كونها الأولى له إلى مصر منذ ثورة 30 يونيو، فيما يعتبرها المراقبون «هامة واستراتيجيه» لأنها ستسهم فى وأد أى فتنة حاول البعض إيجادها ما بين القاهرة والخرطوم. وقبل أسبوع تقريباً خرج علنيا الرئيس البشير بحوار لصحيفة الشرق الأوسط تحدث فيه عما يراه بأن منطقة حلايب وشلاتين سودانية، وكان لافتًا أنه لم يكن هناك رد مصرى رسمى على هذه التصريحات ربما لأن المسؤولين بالقاهرة لم يريدوا أن يعكروا صفو زيارة البشير، ولعلمهم أن هذه التصريحات ربما يكون هدفها الاستهلاك المحلى فى الداخل السودانى، وأن ما بين القاهرة والخرطوم من تفاهمات ربما يتعدى نقطة الخلاف أو مجرد الحديث عن مثلث حلايب، خاصة أن البلدين أمامهم ملفات ثنائية وإقليمية شائكة تحتاج للتعاون لا التنافر والتباعد، ومن بينها بالطبع الملف الليبى الذى أصبح مصدر إزعاج للبلدين من كل الجهات، سياسيا وأمنيا واقتصادياً، فضلًا عن الرغبة المشتركة للرئيسين البشير وعبد الفتاح السيسى فى البناء على ما يربط البلدين من مصالح ووشائج مشتركة والابتعاد عن نقاط الخلاف حتى يستطيع البلدان أن يواجها أى أزمة بكل قوة، لذلك لم يكن مستغرباً أن يزور السيسى الخرطوم فى وقت تصاعدت فيه الأحاديث الإعلامية عن إيواء الخرطوم لعناصر إخوانية تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مصر، فرئيس مصر أيًا كانت هذه المعلومات حقيقية أو ادعاءات حاول أن يفتح صفحة جديدة مع جار استراتيجى يتكامل مع مصر فى العديد من الملفات.

ورغم هذه الرؤية الاستراتيجية الهامة من جانب الرئيس السيسى فى تعامله مع السودان إلا أن لدينا بعض من يسعون لإشعال فتيل الأزمة دون سبب واضح، حتى دون أن يدركوا ما سيسببونه من مشاكل للبلدين، ومن هؤلاء بعض المحسوبين على الإعلام بالطبع، فخلال جلسة ودية مع أصدقاء سودانيين فوجئت بأحدهم يخرج فيديو لبرنامج على القناة الأولى المصرية تستضيف صحفيا لا أعرفه للتعليق على تصريحات البشير بشأن حلايب، وفوجئت بل صدمت حينما سمعت الزميل الصحفى يصف رئيس السودان بأشياء لا داعى لذكرها أو تكرارها لأنها خارجة عن السياق الأخلاقى الذى يجب أن يسود تعاملنا مع الجميع أيًا كان الاختلاف، وقتها لم أستطع الرد على الصديق السودانى، لأن الصدمة الزمتنى الصمت خاصة أن مذيعة القناة المصرية لم تحاول أن تنبه الضيف لخطأه بل إنها استكملت معه الحديث وكأن شيئًا لم يكن.

للعلم فإن الفيديو موجود ومتداول بكثرة على اليوتيوب وأغضب السودانيين بشدة، وللأسف لم يتحرك التليفزيون المصرى لتدارك الموقف والاعتذار عملا بنصيحة الرئيس السيسى بألا نتحول إلى شتامين.