اغلق القائمة

الخميس 2024-05-09

القاهره 09:37 ص

ناصر عراق

هل نستحق جائزة نوبل؟

بقلم ناصر عراق السبت، 11 أكتوبر 2014 03:00 م

بحصول الروائى الفرنسى باتريك موديانو على جائزة نوبل لهذا العام 2014 تبدد حلم العرب فى قطف هذه الجائزة الرفيعة، وتأجل هذا الحلم إلى عام مقبل، برغم ما أشيع عن أن عددًا من الأدباء العرب يتصدرون قوائم الترشيح!
الحق أن طموح العرب للوصول إلى نوبل يزداد من قرن إلى آخر منذ نالها نجيب محفوظ فى عام 1988، إذ قبل ذلك لم يكن الأدباء العرب ولا عشاقهم يحلمون بهذا المجد العالمى، وأذكر أن محفوظ نفسه حين سئل قبل أن يتمتع بها: هل من الممكن أن ترسو سفينة الجائزة على الشاطئ العربى؟ أجاب: لا أظن، فهناك عمالقة أوروبيون فى الأدب، وذكر الكاتب الإيطالى ألبرتو مورافيا تحديدًا.
السؤال الملح بمناسبة هذا الموضوع يتجلى فى الآتى: هل من السهل أن يحصد أدب أمة ما جائزة عالمية بينما هذه الأمة غارقة فى مستنقع التخلف والجهل، وأنها لم تقدم للحضارة الإنسانية الحديثة أية إسهامات تذكر على مستوى الفكر والاقتصاد والتكنولوجيا؟
بصياغة أخرى. هل يستطيع أدب أمة ما المنافسة بجدية مع آداب أمم أخرى تحررت وابتكرت وصاغت معالم حياتنا اليومية فى الوقت الراهن؟ وهل يمكن للغة لم يقدم أهلها أية إنجازات ذات شأن على مستوى التطور منذ ستة قرون أن تزاحم لغات أخرى لشعوب تفكر وتبتكر وتقتحم؟
أرجو ألا تظن أننى من هواة جلد الذات، أو من الذين يشعرون بالدونية أمام الآخر، فهذا غير صحيح بالمرة، وإذا كان الأدب العربى أنجب أسماء معتبرة طوال القرن العشرين، فإنه للأسف لم يتمكن من التأثير فى مجرى الثقافة العالمية، فهل عرف العالم كله أشعار شوقى أو نزار أو أدونيس أو السياب أو صلاح عبدالصبور أو درويش؟ وهل انتبه العالم كله إلى موهبة طه حسين والحكيم وعبدالرحمن منيف وحنا مينا وبهاء طاهر وجمال الغيطانى؟
فلنكن صرحاء.. لقد فاز محفوظ بنوبل بسبب موهبته الاستثنائية المتفجرة التى دفعت الغرب إلى ترجمة أعماله والاطلاع عليها قبل أن يمنحه الجائزة، فهل يوجد بيننا الآن من يمتلك موهبة طاغية مثل التى تمتع بها صاحب «الحرافيش»؟!