اغلق القائمة

السبت 2024-05-11

القاهره 09:24 ص

صورة أرشيفية

فى يناير.. احتفلوا.. تصحّوا!

السبت، 25 يناير 2014 03:00 م

حتى لو فجروا مؤسسة هنا أو قسم شرطة هناك كما فعلوا أمس مع مديرية أمن القاهرة، فلن نتنازل عن حقنا فى الاحتفال بالذكرى الثالثة لاندلاع ثورة يناير المجيدة، ذلك أن الاحتفال بها واجب وحق.. واجب لتأكيد وتذكير من يهمه الأمر بأن الشعب يمتلك قدرات خارقة على الفعل والمقاومة وطرد الطاغية، وحق لأن الاحتفال يغذى الروح ويعزز الأمل.

لا ريب عندى فى أننا نحن المصريين قد حققنا إنجازًا مدهشًا فى 18 يومًا مشرقة، حين خرج الملايين من بسطاء هذا الشعب فى 25 يناير 2011 - يتقدمهم الشباب الحالم - مطالبين بطرد مبارك من عرين الرئاسة، ولا شك عندى فى أن العالم كله فوجئ بالحشود المصرية فى الميادين، لكن المؤكد أن أمريكا لم تنتظر كثيرًا، إذ استثمرت الحدث الجلل واستعانت بعملائها وجواسيسها فى مصر والمنطقة - فى غفلة منا - للسطو على الثورة وإجهاضها، وهو ما كان بكل أسف!
مرّ وقت، ليس طويلا، حتى انتبه المصريون للفخ الأمريكى، فانتفضوا وثاروا ليسقطوا عملاء الأمريكان فى مظاهرات غير مسبوقة فى 30 يونيو و3 يوليو 2013، لكن المفارقة المحزنة أن رجال مبارك الذين سجنوا أو تواروا عن الأنظار طوال عامين انتهزوا الفرصة، وأعادوا ترتيب صفوفهم ليتسللوا إلى المشهد السياسى والإعلامى مرة أخرى بوقاحة لا نظير لها.

الأنكى أن زبانية مبارك - خاصة إعلامييه ومنافقيه - قرروا شن حملة مسعورة ضد ثورة يناير، فنزعوا عنها صفة الثورة، وبعضهم امتلك قدرًا من التبجح جعله يصفها بالنكبة - مثل نكبة فلسطين - ثم رأينا الوجوه الكريهة مرة أخرى تطل علينا من الفضائيات والصحف، وشاهدناهم يتصدرون حفلات توقيع الكتب والأفراح بابتسامات بلهاء، ويتصنعون الحزن فى المآتم!
أجل.. إنها حملة شعواء لتدمير الجهاز النفسى للمصريين، فاعتبار ثورة يناير عملًا من أعمال الشيطان يهز ثقة الجماهير بنفسها، ويدفعها إلى الكفر بإمكاناتها الجبارة وطاقتها المهولة، وهذه هى الأهداف المريبة للمتربصين بيناير وثورته من أتباع وأبناء مبارك، حتى لا يفكر الشعب- ولو للحظة- فى الانتفاض مرة أخرى ضد الظلم والاستبداد والفقر.

لا حل لنا لدحض مزاعمهم وخططهم سوى الاحتفال بهذه الثورة المجيدة، والتعلم من الأخطاء التى ارتكبناها حتى لا نكررها فى ثوراتنا المقبلة.

أيها المصريون.. احتفلوا.. تصحّوا!