اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 05:51 م

صورة ارشيفية

مراجعات وتراجعات

الخميس، 23 يناير 2014 07:45 ص

الحياة فى رد الفعل سهلة ومريحة، لأنها توهم الشخص أنه يتحرك بينما هو فى الواقع يتحرك فى نفس المكان، أو على الأقل يدور ويلف حول نفسه وغيره بلا فاعلية أو نتيجة.

نقصد كل هؤلاء الذين شاركوا أو اهتموا أو انشغلوا بالثورة، من دون أن ينشغلوا بالمستقبل، بالرغم من أن فعل الثورة نفسه هو تغيير للأفضل، وإذا أعاد الجدل إلى الماضى يصبح هناك مشكلة تستدعى المراجعة وربما التراجع.

والمراجعة ليست عيبا بل إنها فرض على كل من يزعم أنه مهتم بالثورة، والمراجعة هنا لا علاقة لها بالنكتة التى أطلقها بعض أنصار أو أعضاء جماعة الإخوان تحت اسم الاعتذار للثورة والثوار، نكتة لأنها أشبه بشخص ضرب آخر على قفاه عشر مرات، ويسعى لإقناعه بقبول الاعتذار وبدء صفحة جديدة، الاعتذار مختلط بالانتهازية، وممزوج بالاستغفال، لأنه لا يعترف بالشعب وما جرى، وينكر الشعب متصورا أن هناك من يمكنه تصديق جماعة اعتادت الخداع والطمع.

والقضية ليست فى أخطاء صغيرة، لكنها تتعلق ببنيان الجماعة وتركيبتها السرية وحرصها على أن تكون فوق الوطن، والدولة، وبالتالى فالخداع لا يتعلق بخطأ تكتيكى، لكنه يتعلق باستراتيجية كبرى لجماعة تتصور أنها يمكن أن تحكم العالم بينما هى عاجزة عن حكم نفسها وفشلت فى كل تجاربها وحولت الربيع العربى إلى صراع دموى، مع حلفائها من تنظيمات مدعومة وممولة من أجهزة ودول.

وبالتالى فإن الإخوان تحتاج إلى فك وتركيب، وليس مجرد اعتذارات، وهو ما لا يبدو مطروحا بين قيادات الجماعة، وقواعدها، ويظهر من الإصرار على السير فى طريق لا ينتج غير الدم.

أما من يحتاج للمراجعة فهم شباب التيارات الإسلامية، التى لم تتلوث بأطماع الجماعة، ومن يدفعون ثمن هذه الأطماع، ومازالوا غير قادرين على تصديق وهم جماعة عاشت عقودا توهمهم بأنها تعمل من أجل الإسلام، بينما هى تعمل من أجل السلطة والسياسة والمال، ضمن بنيان غامض يحمل العديد من علامات الاستفهام.

الرهان على الشباب القادر على تشغيل عقله، واحترام شخصيته، بعيدا عن أوهام أيديولوجية، وأوهام أثبت التاريخ خطأها، وعلى من يريد مساندة المستقبل، عليه أن يقرأ التاريخ وأن يتعرف بنفسه وليس من خلال وسطاء، على أخطائه، هناك أخطاء تؤكدها النتائج والأوضاع، منذ يناير إلى الآن، بعضها موروث من أحزاب وجماعات انتهازية وفاشلة، والبعض الآخر أثبتت الممارسة خطأه. وأكبر خطأ هو انكار أدوار الآخرين أو قوتهم، والتساهل مع الفوضى وتصور أنها جزء من التغيير، بينما لا تنتج غير الفوضى، أو تصور الوصول لنتائج مختلفة من نفس التحركات والتصرفات، والأهم هو عدم التمسك باحتكار الحديث باسم الثورة، فالمراجعة ليست عيبا، ولا حتى التراجع، والخطأ فى الاستمرار لتكرار أفعال ثبت خطأها، وتصور أنها تأتى بنتيجة جديدة.