اغلق القائمة

الأحد 2024-05-26

القاهره 01:58 ص

صورة ارشيفية

دولة الخيال الجامح


الثلاثاء، 21 يناير 2014 08:00 م

فى مصر.. إذا لم يكن أولو الأمر عندنا يمتلكون خيالا جامحًا، فلا تنتظر منهم أن ينهضوا بالدولة إلى الأمام، ولا أن يسوسوا الشعب نحو مستقبل أجمل!
حسب علمى، فالبلدان التى كان لها نصيب معتبر من النمو والازدهار اتكأت على قادة موهوبين حظوا بالحسنيين: العزيمة الجبارة.. والخيال الجامح، والنماذج متنوعة ومتعددة فى العصر الحديث، فالثورة الفرنسية التى اندلعت فى عام 1789 أنتجت فى ظرف عشر سنوات مجموعة من الحكام الحالمين كان آخرهم نابليون بونابرت صاحب المعجزات العسكرية موفورة الصيت والقانون المدنى الذى التزمت بتطبيقه كل دول العالم تقريبًا.
أما فى روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية فقد ظهر فى القرن العشرين قادة عظماء بوزن لينين وماوتسى تونج، فانتقلوا ببلدانهم نحو آفاق رحبة. (أذكر أننى حين أتيح لى زيارة كوريا الجنوبية عام 2006 علمت أن متوسط دخل الفرد عندهم بلغ نحو 22 ألف دولار فى العام، فى حين أن هذا المتوسط لم يتجاوز مائة دولار فقط فى سنة 1961، إذ كانت كوريا الجنوبية من أفقر ثلاث دول فى آسيا).
نحن أيضاً فى مصر لم نعدم وجود زعماء من ذوى العزيمة والخيال. انظر.. ماذا فعل جمال عبدالناصر حين استولى هو والذين معه على السلطة فى 23 يوليو 1952، فأيده الشعب المصرى بقوة؟ لقد اتخذ الرجل عدة قرارات مذهلة لم تخطر ببال الإنس والجن فى ظرف حفنة سنوات.. تذكر معى.. قوانين الإصلاح الزراعى/ تأميم قناة السويس/ إنشاء السد العالى/ توفير التعليم بالمجان/ تأسيس بنية صناعية معقولة، الأمر الذى خطا بمصر وشعبها خطوة غير مسبوقة نحو الأمام.
كيف فعل عبدالناصر كل هذا؟ الأمر بسيط.. لأن الرجل قرر الانحياز نحو الملايين من فقراء هذا الشعب وبسطائه من جهة، ولأنه أمسك بالعزيمة وتمتع بالخيال من جهة أخرى، فآمن الشعب بقائده والتف حوله داعمًا ومُحبًا، (بعد رحيله ابتلينا بحكام بلداء– مبارك ومرسى– محرومين من نعمة الخيال).
وصلنا إلى السؤال الصعب.. هل يرصد لنا الغيب حاكمًا يملك من الجرأة وطزاجة الخيال ما يجعله يصدر قرارات خطيرة لا تنصف الفقراء فحسب، بل تقضى على الفقر وتمحقه؟
إذا سألتنى الرأى أقول لك.. نحن الشعب من يملك القدرة على اختيار هذا القائد المتميز، ونحن أيضا– وهذا هو الأهم– من يدفعه إلى اتخاذ قرارات حاسمة يؤسس بها دولة الخيال الجامح.. والجميل!