اغلق القائمة

الإثنين 2024-05-06

القاهره 04:56 ص

متى نتوقف عن ازدراء الشعب؟

الإثنين، 20 يناير 2014 09:14 م

انطلقت عاصفة من النقد والسخرية والهجوم على الأجيال الأكبر سنا التى شكلت الكتلة التصويتية الأكبر فى استفتاء الدستور الأخير مع غياب كبير للشباب عن المشهد، وانطلق البعض يصب جام غضبه على هؤلاء الكبار الذين وصفهم بأنهم لم يفعلوا شيئا من أجل تغيير الحياة فى مصر على مدار العقود الماضية وفى أغلب الاستحقاقات الانتخابية كان تصويتهم مضادا لاتجاه الثورة، من حق الشباب أن يعبروا عن سخطهم ورفضهم لكثير من الممارسات الحالية لكن ليس من حقهم الإساءة إلى الأجيال الأكبر وجلدهم بسبب سلوكهم التصويتى أو تفضيلاتهم الانتخابية بل يجب عليهم تفهم دوافع هذا التصويت الذى خلقته حالة الخوف العامة لدى هؤلاء على مصر وانفراط عقدها عقب الأحداث الكبرى التى شهدتها خلال السنوات الثلاثة الأخيرة.

إن رواد التغيير الذين يريدون بناء الوعى الجمعى وانضاجه لن يمكنهم النجاح قبل قراءة الواقع ومعرفة احتياجات المجتمع الذى يتعاملون معه مع احترام هذه الاحتياجات وتقديرها والعمل على تلبيتها مهما بدت لصناع التغيير أنها غير منطقية أحيانا، التعالى على الناس ووصمهم واتهامهم سيزيدهم عنادا ونفورا مما تدعوهم إليه، ولا يعقل أن يعتقد أحد أن بناء رأى عام مؤيد لفكرة ما هو عملية خاطفة يمكن إنجازها فى أيام أو شهور خاصة مع حالة التشتت المعرفى والتشويش المستمر ضد ما تدعو إليه، إن من نناصبهم العداء الآن ونقوم بجلدهم هم أهلنا وبنو وطننا الذين يستحقون منا الحرص والاهتمام وتفهم الدوافع ولنعلم أن كثيرا منهم يؤمن بثورة يناير وأهدافها ويراها أعظم حدث فى حياته ولكنه يتألم الآن وهو يرى من فى عمر أبنائه أو أحفاده يتطاولون عليه ويصفونه بكل شىء سلبى لمجرد أنه اختار ما اقتنع أنه هو أفضل لمصر.

دائما نقول إن مصر تحتاج إلى الشراكة الجيلية وتكامل أبنائها وليس معنى أن جيل الشباب يرى أن هناك إقصاءً يحدث له فيكون ذلك مبررا لهدم هذه القيمة وتجريف الأرض، لقد رأينا بين العجائز من هم أشد تقدمية من بعض الشباب ورأينا بين بعض الشباب من هم أشد تكسلا وتعلقا بالقديم من أجيال أكبر بكثير، واجبنا الآن أن نرمم هذا الشرخ ونضمد هذا الجرح لأن المستفيد الأول منه هم أعداء ثورة يناير الذين يريدون إجهاض روح الشباب التى اكتست مصر بها منذ 25 يناير، ومهما تعثرت الخطوات واشتدت الحرب على هذا الجيل وإنجازه فالأيام تدور ولن يصح إلا الصحيح.